٤٤٩١ - حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا عبد الله بن الصَّقْر، حدثنا إبراهيم بن المُنذر الحِزَامي، حدثنا معن بن عيسى، حدثنا عَبد الله بن عمر بن حفص، عن نافع، عن ابن عمر قال: لما دخَل رسولُ الله ﷺ عامَ الفتحِ رأى النساءَ يَلْطُمْن وجوهَ الخِيلِ بالخُمُر، فتبسّم إلى أبي بكر وقال:"يا أبا بكر"، كيف قال حسانُ بن ثابتٍ؟ "، فأنشده أبو بكر:
عَدِمتُ بُنَيَّتي إن لم تَرَوها … تُثيرُ النَّقعَ مِن كَنَفَي كَدَاءِ (١)
فقال رسول الله ﷺ: ادخُلُوا من حيثُ قال حسّانُ" (٢).
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
٤٤٩٢ - حدثنا أبو محمد المُزَني، وأبو سعيد الثقفي، قالا: حدثنا محمد بن عبد الله
(١) قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٤/ ٢٩٦: أهل العربية يروون البيت على ذلك: تثير النقع موعدها كَداءُ، حتى تستوي قافية هذا البيت مع قافية البيت الذي بعده. (٢) إسناده حسن في الشواهد من أجل عَبد الله بن عُمر بن حفص: وهو العُمري. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (١٧٢)، والطبري في "تهذيب الآثار" في قسم مسند عمر ٢/ ٦٦٤، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٤/ ٢٩٦، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٥/ ٦٦، وشُهدة الكاتبة في "مشيختها" (٦٦)، وعبد المؤمن بن خلف الدِّمْياطي في "جزء مصافحات مسلم" ص ٢٦٣ - ٢٦٤ من طرق عن إبراهيم بن المنذر الحِزَامي بهذا الإسناد. ويشهد له مرسل عروة بن الزُّبير ومرسل الزُّهْري عند البيهقي في "الدلائل" ٥/ ٤٩ و ٤٩ - ٥٠. والخُمُر جمع خِمار: وهو ما تغطي به المرأة رأسها. والنقع: الغُبار. وكَنَفا كداء: جانباها، وكَداء: تُعرف اليوم برِيع الحَجُون، يدخل طريقُه بين مقبرتي المَعْلاة، ويُفضي من الجهة الأخرى إلى حي العتيبيّة وجَزْول. ويُنازِعْن الأسِنَّة، أي: يضاهين الأسنّة التي هي الرّماح في قَوامها واعتدالها. وقد روت عائشة ﵂ شعر حسان هذا ضمن قصيدته التي قالها في هجاء المشركين، أخرج مسلم روايتها برقم (٢٤٩٠).