أنا بصاحب هذا، قالت صفيَّةُ: فلما قال ذلك ولم أرَ عنده شيئًا، احتجزتُ وأخذتُ عمودًا من الحصن، ثم نزلتُ من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعتُ إلى الحصن، فقلتُ: يا حسان، انزل فاستَلِبْه، فإنه لم يمنعني أن أسلُبَه (١) إلَّا أنه رجلٌ، فقال: ما لي بسَلَبه من حاجةٍ (٢).
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
ذكرُ أَرْوى بنتِ عبد المطلب عمة رسول الله ﷺ
ولم أجد إسلامها إِلَّا في كتاب أبي عبد الله الواقدي (٣).
(١) في (ز): أستلبه. (٢) حسن لغيره، ورجاله لا بأس بهم، لكن تصريح عروة وهو ابن الزبير - بسماعه من صفية وهم، ربما كان من يونس بن بكير، فيونس فيه كلام، وقد رواه غيره فلم يذكر التصريح بالسماع، وقال الذهبي في "التلخيص": عروة لم يدرك صفية، وقال في "السير" ٢/ ٢٧١: توفيت صفية في سنة عشرين. قلنا: وعروة وُلد بعد بثلاث سنين أو أكثر. وأخرجه البيهقي في "السنن" ٦/ ٣٠٨، وفي "الدلائل" ٣/ ٤٤٣ عن أبي عبد الله الحاكم بهذا الإسناد. وقرن بالحاكم في "الدلائل" أحمد بن الحسن القاضي، ولم يسق لفظه. وقال: وزاد فيه: هي أول امرأة قتلت رجلًا من المشركين. وأخرجه ابن سعد في الطبقات" ١٠/ ٤١ عن أبي أسامة حماد بن أسامة، والطبراني في "الكبير" ٢٤/ (٨٠٤) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة مرسلًا. وإسناده صحيح إلى عروة. ورواه عارم محمد بن الفضل السدوسي - عند البخاري في "الكبير" ٣/ ٢٩ - عن حماد بن زيد عن هشام بن عروة معضلًا. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ١٢/ ٤٣٢ من طريق الزبير بن بكار، عن علي بن صالح، عن عبد الله بن مصعب، عن أبيه قال: كان ابن الزبير حدث أنه كان في فارع أُطم حسان بن ثابت مع النساء يوم الخندق ومعهم عمر بن أبي سلمة، ثم ذكر نحوه وإسناده لين، وهو مرسل أيضًا، فمصعب - وهو ابن ثابت بن عبد الله بن الزبير - لم يدرك جده عبد الله. (٣) كذا قال المصنف، مع أنه أسند حديثًا برقم (٥١٢١) إسناده خير من إسناد الواقدي بإسلام أروى بنت عبد المطلب.