وصلَّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا
[كتاب الهجرة]
وقد صحَّ أكثرُ أخبارها عند الشيخين، وأخرجا جميعًا اختلاف الصحابة ﵃ في مُقام رسول الله ﷺ بمكة.
٤٣٠٣ - حدثنا إسماعيل بن محمد الشَّعْراني، حدثنا جَدّي، حدثنا إبراهيم بن المُنذر الحزامي، حدثنا حُسين بن زيد، عن شِهاب بن عبد ربّه، عن عمر بن علي، قال: مَشَيتُ مع محمد بن علي، فقال: أشهدُ أنَّ أبي حدثني، عن أبيه، عن علي: أنَّ الله ﷿ عَمَّر نَبيَّه ﷺ بمكةَ ثلاثَ عشرةَ سنة (١).
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
وقد اتفقت الروايات على هذه مع الروايات التي أخرجاها عن عبد الله بن عبّاس ﵄(٢)، فأما خبرُ أنسٍ ومعاوية (٣)، وإن صحَّت أسانيدُها في عشر سنين،
(١) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة شهاب بن عبد ربه، وحسين بن زيد - وهو ابن علي - الحسين بن علي بن أبي طالب - فيه ضعف. وأخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" كما في "البداية والنهاية" لابن كثير ١٣/ ١٥٦ - ١٥٧ عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، بهذا الإسناد. (٢) انظر تخريجها برقم (٤٣٠١). (٣) أما حديث أنس فأخرجه أحمد ٢٠/ (١٢٥٢٩) و ٢١/ (١٣٥١٩)، والبخاري (٣٥٤٧) و (٣٥٤٨) و (٥٩٠٠)، ومسلم (٢٣٤٧)، وغيرهم. وأما حديث معاوية بن أبي سفيان فليس فيه النصُّ على مكثه ﷺ بمكة عشرًا، إنما فيه أنه ﷺ مات وهو ابن ثلاث وستين كما أخرجه أحمد ٢٨/ (١٦٨٧٣) و (٢١٨٨٢)، ومسلم (٢٣٥٢) وغيرهما، فلعلَّ المصنف استنبط منه أنَّ معاوية بناهُ على مجموع سِني عمره ﷺ لما بعث وكانت ثلاثًا وأربعين مع مجموع سِني مكثه في مكة قبل الهجرة وكانت عشر سنين، ومجموع =