قال عبد الرحمن: سمعتُ أبي يقول: إنَّ الرَّهْو أن تكون البئر بين شركاءَ فيها الماءُ، فيكون للرجل فيها فضلٌ، فلا يَمنعُ صاحبَه.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
إنما اتفقا من هذا الباب على حديث الزُّهْري، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة: "لا يُمنَعُ فضلُ الماء ليُمنَعَ به الكلأُ" (٢).
٢٣٩٣ - حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه وأبو بكر بن عَبْدك القَزّاز الرازي ببغداد: قالا: حدثنا علي بن الحسين بن الجُنيد [حدثنا أحمد بن صالح
= يصحُّ فهو تصحيف لا شكَّ. (١) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد الرحمن بن أبي الرِّجَال - وأبو الرجال اسمه محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري - فهو قوي الحديث لا بأس به، وقد تابعه غير واحد كما سيأتي بيانه. ورواه سفيان الثَّوري ومالك عن أبي الرِّجال، واختُلف عليهما في وصله وإرساله، كما بينه الدارقطني في "العلل" (٣٧٧١)، وقال: هو صحيح عن عائشة. وكذلك مال إلى تصحيح وصله ابنُ عبد البر في "التمهيد" ١٣/ ١٢٣ - ١٢٤. وأخرجه أحمد ٤١/ (٢٤٧٤١) عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم، عن عبد الرحمن بن أبي الرجال، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد ٤١/ (٢٤٨١١) من طريق أبي أويس، وأحمد ٤٢/ (٢٥٠٨٧) و ٤٣/ (٢٦٣١١)، وابن حبان (٤٩٥٥) من طريق محمد بن إسحاق، وأحمد ٤٣/ (٢٦١٤٧) من طريق خارجة بن عبد الله من ولد زيد بن ثابت، ثلاثتهم عن أبي الرجال، به. وأخرجه ابن ماجه (٢٤٧٩) من طريق حارثة بن أبي الرِّجال، عن عمرة، به. وحارثة ضعيف، فالاعتماد على رواية من رواه عن أبي الرجال عن عمرة. وانظر تمام تخريجه وبيان الاختلاف فيه على مالك وسفيان الثَّوري في "مسند أحمد" (٢٤٨١١). (٢) أخرجه من هذا الطريق البخاري (٢٣٥٤)، ومسلم (١٥٦٦) (٣٧). وأخرجه أيضًا البخاري (٢٣٥٣)، ومسلم (١٥٦٦) (٣٦) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. والكلأ: العُشْب رطبًا كان أو يابسًا.