تمد إليه الأعناق- أو قال: تقطع إليه الأعناق- مثل أبي بكر.
١١٧٤ - حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، ثنا حماد بن زيد، أنبأ يحيى بن سعيد، عن القاسم ابن محمد قال:
لما توفي رسول الله ﷺ، اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فأتاهم أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة بن الجراح. فقام حباب بن المنذر، وكان بدريا، فقال:
منا أمير ومنكم أمير، فإنا والله ما ننفس هذا الأمر عليكم أيها الرهط، ولكنا نخاف أن يليه أقوام قتلنا آباءهم وإخوانهم. قال: فقال عمر: إذا كان ذاك، قمت إن استطعت. فتكلم أبو بكر فقال: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، وهذا الأمر بيننا وبينكم نصفين كشق الأبلمة (١) - قال حماد: يعني الخوصة.
فبايع أول الناس بشير بن سعد، أبو «النعمان بن بشير». قال: فلما اجتمع الناس على أبي بكر، قسم بينهم قسما، فبعث إلى عجوز من بني عدي بن النجار يقسمها مع زيد بن ثابت. فقال: ما هذا؟ قال: قسم قسمه أبو بكر.
فقالت: أترشوني عن ديني؟ قال: لا. قالت: أتخافوني أن أدع ما أنا عليه؟
قال: لا. قالت: فو الله لا آخذ منه شيئا. فرجع زيد إلى أبي بكر، فأخبره بما قالت. فقال: ونحن والله لا نأخذ مما أعطيناها شيئا أبدا.
١١٧٥ - حدثني عمرو بن محمد الناقد، أنبأ الحسين الجعفي، عن زائدة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر ابن حبيش، عن عبد الله بن مسعود قال:
لما قبض رسول الله ﷺ، قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير.
قال: فأتاهم عمر، فقال: يا معشر الأنصار، ألستم تعلمون أن رسول الله ﷺ أمر أبا بكر أن يصلي بالناس؟ قالوا: بلى. قال: فأيكم يطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر بعد ذلك؟ قالوا: نعوذ بالله أن نتقدم (٢) أبا بكر.
(١) راجع كتاب النبات لأبى حنيفة الدينورى، الجزء الخامس، رقم ٢٩ (طبع أبسالا). (٢) خ: يتقدم.