وقال حسان يهجو أبا جهل (١):
ألا لعن الرحمن قوما يحثهم … دعي بني شجع لحرب محمد
مشوم لعين قد تبين جهله … قليل الحياء أمره غير مرشد
فأنزل ربي نصره لرسوله … وأيده بالعز في كل مشهد
وقال شداد بن الأسود الليثي ثم الشجعي يبكي قتلاء قريش يوم بدر (٢):
دعيني أصطبح با بكر إني … رأيت الموت نقب عن هشام
ونقب عن أبيك أبي يزيد … أخي القينات والشرب الكرام
فكم لك بالطوي طوي بدر … من الخيرات والدسع العظام
وكم لك بالطوي طوي بدر … من الرغبات والنعم الجسام
وماذا بالقليب قليب بدر … من الشيزي تكلل بالسنام
ألا من مبلغ الأقوام عني … بأني تارك شهر الصيام
يخبرنا الرسول بأن سنحيى … وكيف حياة أصداء وهام
وقال أمية بن أبى الصلت (٣):
عين بكى بالمسبلات (٤) أبا العا … صى ولا تجمدى على زمعه
وبكيا توكلا إذا احتدم البأ … س ليوم الهياج في الدمعه
(١) ديوان حسان، ق ٤٥، ب ١ - ٤، مع اختلافات أهمها تلفيق بين بيتين في البيت الثانى ههنا:
مشوم كان قدما مبغضا … يبين فيه اللوم من كان يهتدى
فدلاهم في الغى حتى تهافتوا … وكان مضلا أمره غير مرشد
(٢) ابن هشام، ص ٥٣٠ - ٥٣١، والبيت الأول عند مصعب (ص ٣٠١، وعزاه ابن دريد في الاشتقاق، ص ٦٣، إلى بحير بن عبد الله القشيرى)، والبيت الأخير في جمهرة ابن الكلبى، ص ٨١. وروى البخارى في صحيحه، كتاب مناقب الأنصار (٦٣/ ٤٣، حديث ٢١) لزوج أم بكر، لم يسم، أربعة أبيات: أولها الخامس ههنا، ورابعها الأخير ههنا وروى في أوله «يحدثنا» بدل «يخبرنا». أما الثانى والثالث كما يلى:
وماذا بالقليب قليب بدر … من القينات والشرب الكرام
تحيى بالسلامة أم بكر … وهل لي بعد قومى من سلام
(٣) ليس في ديوانه المطبوع، ولكن راجع مصعبا الزبيري، ص ٢٠٦، وابن هشام ص ٥٣٣، حيث اختلافات وزيادات.
(٤) خ: بمسلات.