وقد نقل ابن المحب ﵀ أقوال العلماء في هذه الصِّفة، ومنهم: أبو إسماعيل المعروف بقوام السُّنَّة (١): عندما سئل عن هذا الحديث هل ينسب الذِّراع إلى الله أم لا؟ فقال:"مِنَ العلماء من تأوّل الحديث، ومنهم من سكت عنه، والسُّكوت أولى"(٢).
* الرَّاحة:
نزَّه الله نفسه عن النَّقائص، ونفى عنه اللغوب الذي يظن في لفظ الاستراحة، لما ذكر اليهود أنَّ الله استراح يوم السبت، في الحديث الذي جاء عن ابن عباس ﵁ قال: لمَّا فرغ الله من خلق السَّماوات وضع إحدى رجليه على الأخرى، فقالت اليهود: استراح ربنا، فأنزل الله: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨)﴾ [سورة ق: ٣٨](٣) فنزَّه نفسه ﷻ عن أن يمسه لغوب (٤).
* الرِّجل والقَدَم:
صفة ذاتيةٌ خبريةٌ ثابتةٌ لله ﷿ بصحيح السُّنَّة، فنثبتها لله سبحانه على ما يليق بجلاله.
وقد أثبت هذه الصِّفة جمع من علماء أهل السُّنَّة حيثوا بوَّبوا لهذه الصِّفة أبوابًا في كتبهم منهم: ابن خزيمة في "التوحيد" حيث قال: باب ذكر إثبات الرِّجل لله ﷿ وإن رغمت أنوف المعطِّلة الجهمية (٥)، الجهمية (٥)، وابن مندة في في الرَّد على الجهمية" حيث قال: باب في قوله ﷿: ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ﴾ [سورة ق: ٣٠](٦)، وكذا ابن تيمية في "الواسطية" إثبات الرِّجل أو القدم (٧)، وكذا صنع المصنِّف ﵀
(١) هو: إسماعيل بن محمد بن الفضل بن على القرشي التيمي الأصبهاني، أبو القاسم، الملقب بقوام السُّنَّة، قاد السمعاني: وهو إمامٌ في التفسير والحديث واللغة والأدب، مصنف كتاب: (الترغيب والترهيب) وغيرها، مات (٥٣٥ هـ). انظر: السير للذهبي (٢٠/ ٨٠ رقم الترجمة ٤٩). (٢) سيأتي في قسم التحقيق بعد رقم (٧). (٣) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (٧٧). (٤) للاستزادة: ابن تيمية في "بغية المرتاد" (ص ٣٦٨)، وفي "الجواب الصحيح" (٤/ ٤١٨). (٥) ابن خزيمة في "التوحيد" (ص ٢٠٢). (٦) ابن مندة في "الرد على الجهمية" (ص ١٨). (٧) ابن تيمية في "الواسطية" (ص ٧٦).