وعزى ابنُ حجر (٢) هذا القول إلى شيخه عمر بن رسلان البلقيني (٣).
مناقشة:
(هذا على مذهب أهل التَّأويل المذموم، والصَّواب عدم حمل كلام الله ورسوله ﷺ على الاصطلاحات الحادثة بعد مضيِّ عصر الصَّحابة ﵃ وأتباعهم؛ لأنَّ الله ﷿ ورسوله ﷺ خاطبا النَّاس بلغة العرب، والمخاطَبون فهموا مراده، وما كانوا يفرِّقون بين الحقيقة والمجاز)(٤).
أقول: تقسيم الألفاظ إلى "حقيقة ومجاز"، لم يوجد في عصر الصحابة ﵃ ولا التابعين، إنما استحدث بعدهم بزمن.
(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ … ﴾ إلى قوله - ﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف: ١٤٣] (٤/ ١٥٣) (٣٣٩٨). (٢) فتح الباري لابن حجر (١٠/ ٤١٨). (٣) شيخ الإسلام سراج الدين أبو حفص عمر بن رسلان بن نصير بن صالح البلقيني الكناني، مجتهد عصره، وعالم المائة الثامنة، له شرح على جامع الترمذي سماه: "الْعرف الشذي على جَامع التِّرْمِذِيّ"، توفي سنة (٨٠٥ هـ). حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة (١/ ٣٢٩) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (٤/ ٤٢، ترجمة ٧٣٧) (٤) شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري، عبد الله بن محمد الغنيمان (٢/ ٣٨٢). (٥) تقدم تخريجه في صفحة (٧٤).