هذا الضرب لم يكن فيه إلا الصرف إلا أن يُسمَّى به شيء فينضم إلى مثال الفعل التعريف، فإذا لم يكن كذلك فترك الصرف فيه لا يستقيم.
وقوله تعالى:{مُتَّكِئِينَ فِيهَا} يقال: اتكأ الرجل، وأصله: اوتكا، مثل: اتزن من الوزن، والتُكأة أصلها: وُكأة، ومنه التَّوكؤ، وهو: التحامل على الشيء، قال الله تعالى:{قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا}[طه: ١٨]؛ ورجل تُكأة إذا كان كثير الاتِّكاءِ، وهو في الأصل وكأة، فقلبت الواو تاء كما قالوا: تكلة في موضع وكلة ويقال: تكأ الرجل يتكئ مثل اتكأ، وأوكأت فلانًا إذا نصبت له متكأ (١).
وقوله:{عَلَى الْأَرَائِكِ} جمع أريكة. قال الليث:(وهي سرير حجلة، فالحجلة والسرير أريكة، وجمعها: أرائك)(٢). وهو قول المفسرين؛ قال ابن عباس ومجاهد:{الْأَرَائِكِ} هو: السُّرر في الحجال) (٣). ولا يكون أريكة حتى يكون السرير في الحجلة.
وقال أبو إسحاق:({الْأَرَائِكِ}: الفرش في الحجال)(٤).
(١) انظر: "تهذيب اللغة" (تكئ) ١/ ٤٤٥، و"الصحاح" (وكأ) ١/ ٨٢، و"لسان العرب" (وكأ) ٨/ ٤٩٠٤. (٢) ذكرته كتب اللغة بدون نسبة. انظر: "تهذيب اللغة" (أرك) ١/ ١٤٩، و"تاج العروس" (أرك) ١٣/ ٥٠٤، و"القاموس المحيط" (الأراك) ص ٩٣١، و"لسان العرب" (أرك) ١/ ٦٤ وقال: هي الأسرة، وهي في الحقيقة الفرش، كانت في الحجال أو في غير الحجال، وقِل: الأريكة لسرير منجد مزين في قبة أو بيت فإذا لم يكن فيه سرير فهو حجلة. (٣) "جامع البيان" ١٥/ ٢٤٣، و"تفسير القرآن" ٣/ ٩٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٣٩٨، و"الدر المنثور" ٤/ ٤٠٣. (٤) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٨٤.