وقوله:{عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}. قال الكلبي:(مملوكون أمثالكم)(١)، وقال الأخفش:({عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} في التسخير)(٢) فعلى هذا معنى {عِبَادٌ} أي: مسخرون مذللون لأمر الله، ومنه سمي الرقيق عبدًا؛ لأنه مسخر بذلك، وقال قطرب:(مخلوقة أمثالكم)(٣). فأما وصفها بأنهم {عِبَادٌ} وهي موات كالحائط والباب والثوب، فقال أبو بكر بن الأنباري:(الأصنام وإن كانت (٤) مواتًا تجري مجرى الباب والثوب والحائط في أنها غير حيوان، فإن المشركين لما ادعوا أنها تعقل وتميز، وتضر وتنفع أجريت مجرى الناس، ولذلك قال:{فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا}، ولم يقل: فادعوهن فليستجبن، ولهذا أيضاً قال:{إِنَّ الَّذِينَ} ولم يقل: التي)، وقد سبق (٥) بيان هذا، (فإذا صيرت الأصنام كالناس فأوقع عليها {الَّذِينَ} وقيل في جمعها: فليفعلوا صلح أن يقال لها (٦){عِبَادٌ}، وامتنع ذلك في الأبواب والحيطان والثياب، إذ كانت هذه الأنواع (٧) ما وصفت قط بما يوصف به الناس من العقل والتمييز) (٨).
وقوله تعالى:{فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}. قال ابن عباس: (يريد:
(١) "تنوير المقباس" ٢/ ١٤٨، وذكره الواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٨٥، وهو قول الطبري ٩/ ١٥١، والسمرقندي ١/ ٥٨٩، والبغوي ٣/ ٣١٥. (٢) ذكره الواحدي في "الوسيط" ٢/ ٢٨٥، ولم أقف عليه عند غيره. (٣) لم أقف عليه. (٤) في (ب): (كان). (٥) لم أقف عليه. (٦) لفظ: (لها) ساقط من (ب). (٧) في (أ): (الأبواب)، وهو تحريف. (٨) لم أقف عليه. وانظر: "تفسير الرازي" ١٥/ ٩٢.