وقوله تعالى:{فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ}، قال الزجاج وابن الأنباري (٢): (جائز أن يكون فأنزلنا بالبلد الماء، وجائز أن يكون فأنزلنا بالسحاب الماء؛ لأن السحاب آلة لإنزال الماء)(٣).
وقوله تعالى:{فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}. الظاهر أن الكناية تعود إلى الماء؛ لأن إخراج الثمرات كان بالماء، وقال الزجاج:(وجائز أن يكون فأخرجنا بالبلد من كل الثمرات؛ لأن البلد ليس يخص به هاهنا بلد دون غيره)(٤).
وقوله تعالى:{كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى} أي: مثل ذلك الإخراج الذي أشرنا إليه نخرج الموتى. وقال أبو بكر:(أي: نحيي الموتى مثل ذلك الإحياء الذي وصفناه في البلد الميت، فإحياء الأموات بعد أن صاروا رفاتا في التراب كإحياء الأرض بالنبات)(٥).
(١) في (أ): (في حافتها). (٢) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٩٧، وابن الجوزي ٣/ ٢١٩، والرازي ١٤/ ١٤٢، و"الخازن" ٢/ ٢٤٣. (٣) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٤٥، ومثله ذكر النحاس في "معانيه" ٣/ ٤٥، والسمرقندي ١/ ٥٤٨، والظاهر عودة الضمير إلى أقرب مذكور وهو بلد أي أنزلنا في ذلك البلد الميت الماء، أفاده أبو حيان في "البحر" ٤/ ٣١٧ - ٣١٨. (٤) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٤٥، ومثله ذكر النحاس في "معانيه" ٣/ ٤٥، والأول أظهر وهو اختيار الزجاج في "معانيه"، والسمرقندي ١/ ٥٤٨، وابن عطية ٥/ ٥٤٠، ٥٤١، وقال السمين في "الدر" ٥/ ٣٥١: (الأحسن هو العود على الماء ولا ينبغي أن يعدل عنه) اهـ. (٥) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٩٧، وانظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٣٤٦، و"بدائع التفسير" ٢/ ٢٥٨.