ففؤادي من ذكر قومي حزين … ودموعي على الذرى سجّام
أقر قومي السّلام إن جئت قومي … وقليل منّي لقومي السّلام
وقال:
سقى الله أكناف المدينة مسبلا … ثقيل التّوالي من معين الأوائل
أحسّ كأنّ البرق في حجزاته … سيوف ملوك في أكفّ الصياقل
ويا ليت شعري هل تغيّر بعدنا … بقيع المصلّى أم بطون المسابل
أم الدور أكناف البلاط كعهدنا … ليالي لاطتنا بوشك التزايل
يجدّ لي البرق اليماني صبابة … تذكّر أيام الصبا والخلائل
فإن تك دار غرّبت عن ديارنا … فقد أبقت الأشجان صفو الوسائل
وقال:
إنّ ردّي نحو المدينة طرفي … حين أيقنت أنه التوديع
زادني ذاك عبرة واشتياقا … نحو قومي والدهر قدما ولوع
كلما أسهلت بنا العيس بينا … وبدا من أمامهن مليع
ذكر ما تزال تتبع قومي … ففؤادي به لذاك صدوع
وقال:
بكى أحد لما تحمّل أهله … فسلع فبيت العزّ عنه تصدعوا (١)
ونرحل نحو الشام ليست بأرضنا … ولا بدّ منها والأنوف تجدّع
على أثر البيض الذين تحمّلوا … لمقليهم منّا جميعا فودّعوا
(١) في الأغاني ٢٧:١:
بكى أحد لما تحمل أهله … فسلع فدار المال أمست تصدّع
وبالشام إخواني وجل عشيرتي … فقد جعلت نفسي إليهم تطلع