وكان تخلف على امرأته رقيّة بنت رسول الله ﷺ، أصابتها الحصبة، فجاء زيد بن حارثة بشيرا بوقعة بدر، وعثمان ﵁ قائم على قبر رقية يدفنها.
حدثنا إبراهيم بن المنذر قال، حدثنا عبد الله بن وهب قال، حدثنا الليث بن سعد: أن يزيد بن أبي حبيب حدّثه عمّن حدثه: أن عبد الرحمن بن عوف أرسل إلى عثمان ﵁ يعاتبه، فذكر أنه شهد بدرا ولم يشهدها، فأرسل إليه عثمان:
إني قد خرجت للذي خرجت له، فردني رسول الله ﷺ من الطريق إلى بنته التي كانت تحتي، لما بها من المرض، فوليت من بنت رسول الله ﷺ الذي يحق عليّ حتى دفنتها، ثم لقيت رسول الله ﷺ منصرفه من بدر، فبشرني بأجري عنه قبل أجوركم، وأعطاني سهما مثل سهامكم، فأنا أفضل أم أنتم (١)؟.
[(متوفى فاطمة بنت رسول الله ﷺ﵂]
حدثنا محمد بن يحيى قال، أخبرني محمد (٢)، أنه سمع
(١) ورد بمعناه في الإصابة ٢٩٨:٤ (ترجمة رقية بنت سيد البشر ﷺ وفيها عن السراج - في تاريخه - من طريق هاشم بن عروة عن أبيه قال: تخلف عثمان وأسامة بن زيد عن بدر، فبيناهم يدفنون رقية سمع عثمان تكبيرا فقال: يا أسامة ما هذا؟ فنظروا فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله ﷺ الجدعاء بشيرا بقتل المشركين يوم بدر. وانظره بمعناه أيضا في عمدة الأخبار ص ١٢٧. (٢) هو محمد على بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي (الخلاصة للخزرجي ص ٢٤٢).