فلما أجلاهم عمر ﵁ بعث من أقام لهم حظّهم من النخل والأرض، ثم أدّاه إليهم، ثم أخرجهم.
[(ذكر فاطمة والعباس وعلي ﵃، وطلب ميراثهم من تركة النبي ﷺ]
حدثنا سويد بن سعيد، والحسن بن عثمان قالا، حدثنا الوليد بن محمد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ﵂: أن فاطمة بنت رسول الله ﷺ أرسلت إلى أبي بكر ﵁ تسأله ميراثها من رسول الله ﷺ مما أفاء الله على رسوله، وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النبي ﷺ التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر ﵁: إن رسول الله ﷺ قال:
«لا نورث، ما تركنا صدقة» إنما يأكل آل محمد في هذا المال (١)، وإني لا أغير شيئا من صدقة (٢) رسول الله ﷺ عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ﷺ، ولأعملن فيها بما عمل رسول الله ﷺ؛ فأبى أبو بكر ﵁ أن يدفع إلى فاطمة ﵂ منها شيئا. فوجدت (٣)
(١) في الأصل «من هذا المال» والمثبت من صحيح مسلم ١٣٨٠:٣ تحقيق عبد الباقي. (٢) في الأصل «صدقات» وما أثبتناه عن المصدر السابق. وفي إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري ٣٧٥:٦ وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله ﷺ. (٣) فوجدت: أي غضبت.