(ونيَّتُه شرطٌ) فلا يصيرُ محرِمًا بمجرَّدِ التَّجرُّدِ، أو التَّلبيةِ، من غير نيَّةِ الدُّخولِ في النُّسُكِ؛ لحديثِ:"إنَّما الأعمالُ بالنِّيات"(٣). (ويُستحبُّ قولُه: اللَّهمَّ إنِّي أُريدُ نُسُكَ كذا) أي: يُسنُّ أنْ يُعيِّنَ ما يُحرمُ به ويلفِظَ به، وأنْ يقولَ:(فيَسِّرْهُ لي، وتقبَّلْه مِنِّي) وأن يشترطَ، فيقول:(وإن حبسَني حابسٌ) أي: منعني مانعٌ من مرضٍ أو عدوٍّ أو ذهابِ نفقةٍ ونحوِه (فمحِلِّي) بكسرِ الحاءِ المهملةِ: أي: مكانُ حلولي وخروجي من الإحرامِ (حيثُ حبستني) أي: مكانُ حصولِ ذلك المانع؛ لقوله ﷺ لضُباعةَ بنت الزُّبيرِ (٤) حينَ قالت له: إنِّي أريدُ الحجِّ وأجدُني وَجِعَةً. فقال:"حُجِّي واشترطي وقولي: اللَّهمَّ محِلِّي حيثُ حبستَني" متَّفقٌ عليه (٥). زادَ النَّسائي (٦) في روايةٍ إسنادُها جيِّدٌ: "فإنَّ لكِ على ربِّكِ ما استثنيتِ". فَمتى حُبسَ بشيءٍ ممَّا ذكرَ، حَلَّ، ولا شيءَ عليه.
(١) مادة: (جمم). (٢) في "المجتبى" ٥/ ١٦٢ من حديث ابن عباس ﵁، وهو عند الترمذي (٨١٩)، وأحمد (٢٥٧٩). وأخرجه أبو داود (١٧٧٠) ضمن حديث طويل وفيه: "فأهل ﷺ بالحج حين فرغ من ركعتيه … " قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" ٢/ ٢٣٨: وفي إسناده: خصيف، وهو مختلف فيه. (٣) سلف ١/ ٢٦٦. (٤) هي: ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، الهاشمية، بنت عمِّ النبي ﷺ، كانت زوج المقداد بن الأسود ﵄. "الإصابة" ٣/ ٢٦ - ٢٧. (٥) البخاري (٥٠٨٩)، ومسلم (١٢٠٧)، وهو عند أحمد (٢٥٣٠٨) من حديث عائشة ﵂. (٦) في "المجتبى" ٥/ ١٦٨.