والخفيَّةُ نحو: اخرجي، واذهبي، وذوقي، وتجرَّعي، واعتدِّي، واستبرئي، واعتزلي، ولستِ لي بامرأة، والْحَقِي بأهلِكِ. فإذا نواهُ بها، وقع بالظاهرةِ ثلاثٌ، وبالخفيَّةِ واحدةٌ، لا بلا نيَّة،
(والخفِيَّةُ) موضوعةٌ للطلقةِ الواحدةِ (نحو: اخرجي، واذهبي، وذوقي، وتجرَّعي، واعتدِّي) ولو غير مدخولٍ بها (واستبرئي، واعتزلي، ولستِ لي بامرأةٍ، والْحقِي) بوصلِ الهمزة وفتح الحاءِ المهملة (بأهلِكِ) ونحوهِ، كلا حاجةَ لي فيكِ، وما بَقِيَ شيءٌ.
ولا بُدَّ في الكنايةِ بنوعيها من النِّيَّة (فإذا نواه) أي: الطلاقَ (بها) أي: بالكناية (وقعَ بالظَّاهرة ثلاثٌ (٤)) ولو نوى واحدةً (و) وقعَ (بالخفيَّة واحدةٌ) مالم ينو أكثرَ، فيقع ما نواه.
و (لا) يقعُ بالكناية شيءٌ (بلا نيَّة) طلاقٍ مقارنة لتلفُّظه؛ لأنَّ لفظَ الكناية موضوعٌ لما يُشبه الطَّلاقَ، فلا يتعيَّن بلا نيَّة.
(١) جاء في هامش (س) ما نصه: "قوله: وبتة. وسُمِّيت مريم البتول؛ لانقطاعها عن الأزواج". (٢) جاء في هامش (س) ما نصه: "قوله: أي: مقطوعة الوصلة. تفسير لقوله: "بتة وبتلة" انتهى تقرير المؤلف". (٣) الغارب: أعلى السَّنام، وهذا كناية عن الطلاق، أي: اذهبي حيث شئت، وأصله: أن الناقة إذا رعت وعليها الخِطام ألقي على غاربها؛ لأنها إذا رأت الخِطام، لم يهنأها شيء. "مجمع الأمثال" للميداني ١/ ١٩٦. (٤) بعدها في (م)، وهي حاشية في الأصل: "بالرفع".