قوله في باب حسن العهد:" فَيُهْدِيهَا في خُلَّتِهَا"(١) كذا للكافة، ورواه بعض رواة البخاري:"حُلَّتِهَا" أي: جيرانها، والْحُلَّة: هم القوم النزول في حُلة واحدة، والحُلة المحلة، والأول أصوب، أي: لأهل ودها وخُلَّتِها، كما قال في الحديث الآخر:"خَلَائِلِهَا"(٢)، والخل والخليل والخلة أيضًا (٣): الصاحب، كنى هنا بالخلة عن الخلائل.
وفي أول الاستئذان:"قَالَ الزُّهْرِيُّ: في النَّظَرِ إِلَى التِي لَمْ تَحِلَّ"، كذا للأصيلي، ولغيره:"لَمْ تَحِضْ"(٤) وهما صحيحان.
في حديث أم حبيبة:"لَا يُعَجِّلُ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ وَبَعْدَ حِلِّهِ"(٥) أي: وجوبه، كذا ضبطناه في الحديثين في الموضعين من كتاب مسلم، وذكره المازري (٦): "قَبْلَ أَجَلِهِ وَبَعْدَ أَجَلِهِ" وذكره مسلم آخر الحديث الثاني: "وروى بعضهم: قَبْلَ حِلِّهِ أي: نزوله" فيحتمل أنها اختلاف (٧) رواية في: "حِلِّهِ" ويحتمل أنه إنما جاء بهذِه الزيادة من التفسير، وهو أيضًا وهم، ومصدر حَلَّ إذا كان بمعنى النزول: حُلُول، ومن الوجوب: حَلٌّ.
...
(١) البخاري (٦٠٠٤) من حديث عائشة بلفظ: "ثُمَّ يُهْدِي في خُلَّتِهَا مِنْهَا". (٢) البخاري (٣٨١٦)، ومسلم (٢٤٣٥). (٣) من (د، أ). (٤) البخاري معلقا قبل حديث (٦٢٢٨). (٥) مسلم (٢٦٦٣/ ٣٣) بلفظ: "لَا يُعَجِّلُ شَيْئًا مِنْهَا قَبْلَ حِلِّهِ، وَلَا يُوَخِّرُ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ حِلِّهِ". (٦) ما بين القوسين ساقط من (أ). (٧) من (س).