الحمد لله جاء نصره سبحانه بحمدِهْ، على رسم ما في الكتاب وحَدِّهْ.
والصلاة والسلام على سر {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}[القلم: ١ - ٢]، وعلى آله وصحبه، ناصرى السنة بِخَطيَّةِ اليراع والأَسِنَّة، ما بان هلال الطوالع من بين خلال المطالع.
أما بعد:
فالوقوف على معنى هذا الكتاب للكُتَّاب أشهى من وقوف المُعَنِّى على العتاب للعُتَّاب، وترويحٌ بِعُلا حلاه أَبْهى من تسريح الطَّرْف في ظُرف مَن تهواه، ولَعَمْرَى إِن موصول حروفه لدى الفريد أبهج من الوصل، ومفصولها في العميد أَلْهج من كلمة الفصل. ألا ترى همزاته والسين والميم والنون واللام، جاءت لمعَانٍ في الحاجب والفم والطُّرَّة (٢)
(١) هو أحمد بن عبد الرحيم الطهطاوى، أديب شاعر من أهل طهطا "بمصر" ومولده بها سنة ١٢٣٣ هـ، وتعين كاتبًا في محكمة طهطا، ثم تعلم بالأزهر، واحترف التعليم، وانتقل إِلى تحرير جريدة "الوقائع المصرية" إِلى أن توفي بالقاهرة سنة ١٣٠٢ هـ، وله ديوان "في المدائح النبوية" ورسالة في العروض والقوافى "انظر ترجمته في الأعلام جـ١ ص ١٤٩، خطط مبارك جـ١٣ ص ٥٢. (٢) طُرَّة الثوب: موضع هُدْبه، وهي شبه عَلمين يُخاطان بجانبى البُرْد على حاشيته. وغلام طار وطريرٌ: طَرَّ شاربُه، والطُّرَّة: الناصية "لسان العرب/ طرر".