فسألتُ النبىَّ - صلى الله عليه وسلم -: آشْتَرِيه" (١) ضبطه الشارح بهمزة ممدودة (٢).
[[دخول همزة الاستفهام على همزة الوصل]]
وأما إِذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل نحو {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ}[الصافات: ١٥٣] فتُحذف همزة الوصل كما يأتى في باب الحذف.
[دخول همزة الاستفهام على (إِنْ) الشرطية و (إِنَّ) الناسخة]:
ومثل دخول همزة الاستفهام على الفعل والاسم فيما ذكرنا دخولها على "إِنْ" الشرطية و"إِنَّ" الناسخة الناصبة للأسماء، و"إِذَا"، كقوله تعالى:{أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ}[يس: ١٩]، {أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ}(*)[يوسف: ٩٠]، {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ}(**)[الواقعة: ٤٧]، فتُكتب الهمزة المكسورة ياءً اتباعًا للمصحف.
وجَوَّز ابن مالك (٣) في غيره كَتْبها ألفًا ثانية، بعد ألف الاستفهام، وهو القياس، مثل:{أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}[الأنبياء: ٣٤]، ونحو {أَإِنَّكَ}.
[دخول اللام الموطئة للقسم على "إِنْ" الشرطية -"لَئِن"]:
وكذا إِذا دخلت اللام الموطئة للقسم على "إِنْ" الشرطية تُكتب همزتها ياءً. نحو قول أهل أَنْطاِكية (٤) لرسل عيسى عليهم السلام {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا
(١) الحديث أخرجه البخاري في الجامع الصحيح -كتاب الجهاد- باب الجمائل والحملان في السبيل (رقم ٢٩٧٠). وأخرى بنحوه في كتاب الزكاة -باب هل يشترى صدقته (رقم ١٤٩٠)، الهبة باب لا يحل لأحد أن يرجع في هبته وصدقته (رقم ٢٦٢٣). ومسلم في صحيحه -كتاب الهبات- باب كراهة شراء الإنسان ما تصدق به ممن تصدق عليه (رقم ١٦٢٠/ ١، ٢). (٢) إِرشاد السارى لشرح صحيح البخاري جـ ٥ ص ١٢٦، والشارح هو القسطلانى (سبق التعريف به ص ٥٥) وعبارته "قوله (آشتريه) بهمزة استفهام ممدودة". وسيأتى الكلام عن ذلك ص ٣٤٠. (*) وفي رسم المصحف (أءنك). (**) وفي رسم المصحف (أءِنا). (٣) سبق التعريف به ص ٣١. (٤) أنطاكية مدينة من الثغور الشامية، وهي من أعيان البلاد وأمهاتها (معجم البلدان جـ١ ص ٢٦٦).