أقول: ومن زيادة الواو المتوسطة عارضًا ما سبق آنفًا في نحو (١): "هَلَكَ فِرْعونُ ومَلاؤُه" و"بانَ خَطؤُه" على ما تقدم من القول بأن الألف غير مزيدة، وأن الواو هى المزيدة لتبيين حركة الهمزة كما يقال بذلك في "مَلائِه": إِن الياء هى الزائدة لبيان حركة الهمزة، على ما جرى عليه في (الهَمْع)(٢) من أن الياء هى الزائدة في رسم المصحف.
قال في (الأدب): "وزاد بعضهم واوًا في "أُوخَىّ" -مصغرًا- فرقًا بينه وبين"أَخِى" المكَبَّر" اهـ (٣).
قال في (الهمع): "ولكن أكثر أهل الخط لا يزيدونها"(٤).
[ثانيًا: زيادة الواو طرفًا في (عَمْرو)]:
وأما زيادة الواو في الطرف ففى اسم "عَمْرو"، فَرْقًا بينه وبين "عُمَر"، وذلك بشروط:
أن يكون عَلَمًا لم يُضف لضمير، ولم يقع في قافية، ولم يُصغَّر، ولم يكن مُحلَّى بـ "أَل" ولا منصوبًا منونًا.
قال شيخ الإِسلام (٥): وذلك للفرق بينه وبين "عُمَر" مع كثرة استعمالها، ولم يعكس، لأن لفظ "عَمْرو" أخف من لفظ "عُمَر"، والزيادة بالأخف أَوْلى.
فإِن لم يكن عَلَمًا كـ" عَمْرٌ" -الذى هو واحد "عمود الأسنان"، وهو ما
(١) سبق ذلك ص ٣٠٣. (٢) همع الهوامع جـ٦ ص ٢٤٠. (٣) أدب الكاتب ص ١٧٧ - ونقل عنه السيوطي في همع الهوامع جـ٦ ص ٣٢٨. (٤) همع الهوامع جـ٦ ص ٣٢٨. (٥) شيخ الإِسلام ابن الحاجب في شرح الشافية، راجع عن المكتوب عن هذا الشرح حاشية رقم (١) ص ٨٤.