الفصل الرابع في وصل "لا" بألف "أنْ" المصدرية و"إنْ" الشرطية
[أولًا: أحوال (لا) مع (أَن) المصدرية]:
[وصل (لا) بـ (أَن) الناصبة]:
توصل "لا" بـ "أن" الناصبة للفعل، سواء تقدمت عليها "اللام" التعليلية أو لا؛ وذلك نحو:"لِئَلَّا" والأصل: "لأَن لا" أي: لأَجْل أَن لا. وكان القياس كتبه هكذا:"لألَّا" بحذف النون لإِدَغامها في اللام لكنهم استبشعوا تلك الصورة، واستحسنوا اتباع رسم المصحف بكتب الهمزة ياءً لتوسطها بعد كسرة وتَركُّبها مع "لا" وحذف نونها. قال في (الأدب): "ويجوز نَقْطها من تحت فصارت مُركَّبَة من ثلاث كلمات"(١).
ومثال ما إِذا لم تتقدم عليها اللام:"رَجَوْت ألَّا تَهْجر" و"خفْتُ ألا تَفْعل".
[فصل (لا) عن (أَن) غير الناصبة]:
فإِن لم تكن أن ناصبة، بل كان الفعل مرفوعًا بعدها (كانت المخففة من الثقيلة) فيجب القطع بإِثبات النون، نحو:{أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[النجم: ٣٨](٢).
وكذا إِذا لم يكن بعدها فعل، بل اسمًا، نحو:"علمت أن لا خوف عليه"، {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ}[التوبة: ١١٨] وأشهد أن لا إِله إِلا الله
(١) أدب الكاتب ص ١٧٤ وعبارته "وتكتب (لئلا) مهموزة وغير مهموزة بالياء، وكان القياس من تكتب بالألف، ألا ترى أنك تكتب (لأن) -إِذا كانت مكسورة اللام- بالألف وكذلك يجب أن تكتب إِذا زيدت عليها (لا) ولم يحدث في الكلام شىء غير معنى الإِباء، إِلا أن الناس اتبعوا المصحف". (٢) والآية في المصحف (ألا) بالوصل.