وعلق الحافظ الذهبي رحمه الله قائلاً: (قلت: صَدَق رحمه الله، ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم وَرَعه في الكلام في الناس، وإنصافَه فيمن يُضَعِّفُهُ، فإنه أكثر ما يقول:" منكر الحديث "، " سكتُوا عنه "، " فيه نظر "، ونحو هذا، وفى أن يقول:" فلان كذاب "، أو:" كان يَضَعُ الحديث "، حتى إنه قال:" إذا قلتُ: فلانٌ في حديثه نظر، فهو متَّهم واهٍ "، وهذا معنى قوله:" لا يحاسبني الله أني اغتبت أحدًا "، وهذا هو والله غاية الورع) (١) اهـ.
قال محمد بن أبي حاتم الورَّاق: (سمعته -يعني البخاري- يقول:" لا يكون لي خصم في الآخرة "، فقلت: إن بعض الناس ينقمون عليك في كتاب " التاريخ "، ويقولون: فيه اغتياب الناس، فقال: إنما رُوِّينا ذلك رواية، لم نَقُله من عند أثفسنا، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " بئس مولى العشيرة " يعني حديث عائشة (٢). وسمعته يقول:" ما اغتبت أحدًا قطُّ منذ علمتُ أن الغيبة تضر أهلها ") (٣) اهـ.
وقال البخاري: سمعت أبا عاصم يقول: " منذ عَقَلت أن الغيبة حرام، ما اغتبت أحدًا قط "(٤).
وقال الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله:" ما تكلمت بكلمة؛ ولا فعلت فعلاً؛ إلا وأعددت له جوابًا بين يدي الله عز وجل "(٥).
وقال الحسن بن بشار:" منذ ثلاثين سنة ما تكلمت بكلمة أحتاج أن أعتذر منها ".