وعن يحيى بن سعيد أن عيسى ابن مريم لقي خنزيرًا بالطريق، فقال له: " انفذ بسلام " , فقيل: " تقول هذا لخنزير؟ "، فقال عيسى: " إني أخاف أن أعوِّد لساني النطق بالسوء " (٢).
وقال عاصم بن أبي النَّجود: " ما سمعت أبا وائل -يعني شقيق بن سَلَمة- سبَّ إنسانًا قط، ولا بهيمة " (٣).
وعن المثنى بن الصباح قال: " لبث وهب بن منبه أربعين سنة لم يَسُبَّ شيئًا فيه الروح " (٤).
وعن عمرو بن مالك أنه سمع أبا الجوزاء يقول: " ما لعنت شيئًا قط، ولا أكلت شيئًا ملعونًا قط، ولا آذيت أحدًا قط " (٥).
قال الذهبي: انظر إلى هذا السيد، واقتد به.
وعن أبي حيان التيمي عن أبيه قال: قال رأيت ابنة الربيع بن خثيم أتته، فقالت: " يا أبتاه " أذهب ألعب؟ "، قال:" يا بُنيتي، اذهبي قولي خيرًا "(٦).
وعن بكر بن ماعز، أن الربيع بن خثيم أتته ابنة له، فقالت:" يا أبتاه، أذهب ألعب؟ "، فلما أكثرت عليه، قال بعض جلسائه:" لو أمرتها فذهبت؟ "، قال:" لا يكتب عليَّ اليوم أني آمرها تلعب "(٧).
وعن جرير بن حازم قال: ذكر ابن سيرين رجلاً، فقال: " ذاك الرجل
(١) " الرفع والتكميل " للكنوي ص (٤٦). (٢) أخرجه مالك في " الموطأ " ص (٦٠٩) ط. الشعب. (٣) " السير " (٤/ ١٦٣). (٤) " نزهة الفضلاء " (١/ ٤٤٠). (٥) " السير " (٤/ ٣٧١). (٦) أخرجه ابن سعد (٦/ ١٨٨)، وهناد في " الزهد " (٢/ ٥٣٨). (٧) " الزهد " لابن المبارك رقم (٣٧١) ص (٧٩).