وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: (قلت: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال:" الإِيمان بالله والجهاد في سبيله "، قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال:" أنفَسها عند أهلها، وأكثرها ثمنًا "، قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال:" تعين صانعًا، أو تصنع لأخرق "، قال: قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال:" تكف شَرَّك عن الناس، فإِنها صدقة منك على نفسك "(١).
وعن أبي كثير السُّحَيْمِيّ عن أبيه قال: (سألت أبا ذر قلت: " دُلَّني على عملٍ، إذا عمل العبد به دخل الجنة "، قال: سألت عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:" يؤمن بالله "، قال: فقلت: " يا رسول الله، إن مع الإيمان عملاً؟ "، قال:" يَرْضَخ (٢) مما رزق الله "، قلت:" وإن كان مُعْدمًا لا شيء له "، قال:" يقول معروفًا بلسانه "، قال: قلت: " فإن كان عَيياً لا يُبْلِغ عنه لسانُه؟ "، قال:" فيعيِنُ مغلوبًا "، قلت:" فإن كان ضعيفًا لا قدرة له؟ "، قال:" فليصنع لأخرق "(٣)، قلت:" وإن كان أخرقَ؟ "، قال: فالتفت إليَّ، وقال:" ما تريد أن تدع في صاحبك شيئًا من الخير، فَلْيَدَع الناسَ من أذاه "، فقلت:" يا رسول الله، إن هذه كلمة تيسير؟ " فقال - صلى الله عليه وسلم -: " والذي نفسي بيده، ما من عبد يعمل بخصلة منها، يريد بها ما عند الله، إِلا أخَذَتْ بيده يوم القيامة، حتى تُدخله الجنة ") (٤).
(١) رواه مسلم رقم (١٣٦) (١/ ٨٩)، والبخاري في " الأدب المفرد " رقم (٢٢٠). (٢) الرضْخُ: العطية القليلة. (٣) الأخرق: من ليس في يده صنعة. (٤) رواه ابن حبان رقم (٣٧٣)، والحاكم (١/ ٦٣)، وصححه، ووافقه الذهبي، وانظر: " الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان " (٢/ ٩٦ - ٩٧).