وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنه قام ليلة بمكة من الليل، فقال:" اللهم هل بَلَّغت؟ " ثلاث مرات، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه- وكان أوَّاهًا (١) - فقال:" اللهم نعم، وحَرَّضتَ، وجَهَدْتَ، ونصحتَ "، فقال - صلى الله عليه وسلم -:
" ليَظهرنَّ الإِيمان حتى يُرَدَّ الكفر إِلى مواطنه، ولَتُخَاضَنَّ البحار بالإِسلام، ولَيأتين على الناس زمان يتعلمون فيه القرآن، يتعلمونه ويقرءونه، ثم يقولون: قد قرأنا وعلمنا، فمن ذا الذي هو خير منا؟ فهل في أولئك من خير؟ " قالوا: " يا رسول الله , من أولئك؟ " قال: " أولئك منكم، وأولئك هم وقود النار ") (٢).
وعن عبد الله وأبي موسى رضي الله عنهما قالا: قال - صلى الله عليه وسلم -:
" إِن بين يدي الساعة لأيامًا ينزل فيها الجهل، ويُرْفَع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج "(٣) الحديث.
وعن أنس رضي الله عنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أشراط الساعة أن يقل العلم، ويظهر الجهل "(٤).
قال بعض الفضلاء: " وجدت جميع العلوم في ازدياد إلا علم الدين،
= (١/ ١٢٩ - ١٣٠)، وحسنه الألباني في " صحيح الترغيب " (١/ ٥٨). (١) الأواه: المتأوه المتضرع، وقيل: الكثير البكاء، وقيل: الكثير الدعاء. (٢) قال المنذري: (رواه الطبراني في " الكبير " وإسناده حسن إن شاء الله تعالى) اهـ (١/ ١٣٠)، وحسن الألباني في " صحيح الترغيب " (١/ ٥٨). (٣) رواه البخاري (١٣/ ١٣ - سلفية). (٤) رواه البخاري (١/ ١٧٨ - سلفية).