* ومن ذلك قوله: (قال ابن حجر دي شرح البخاري -يسر الله من أهل السنة من يشرحه-:
قوله:" ينزل ربنا " أنكر ذلك الجمهور، لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز تعالى عن ذلك!! وقال قوم بتأويلها، وبه أقول) (١) اهـ.
وقد أوهم بذلك أن القائل:" وبه أقول " هو الحافظ ابن حجر، والذي في " الفتح ": أن الحافظ أورد قول السلف، ثم قول الخلف، ثم نقل عن القاضي ابن العربي رحمه الله تعالى قوله:(وقال قوم بتأويلها، وبه أقول)(٢)، ومصدر هذا النقل هو كتابه " عارضة الأحوذي "(٢/ ٢٣٤) لكن عبارته: (ومنهم من تأوله وفسره، وبه أقول).
ثم ما إخالك أخي القارئ إلا وقد زلزلتك وصدمتك تلك الاعتراضية الاستفزازية المثيرة للمشاعر، أعني قوله " يسَّر الله من أهل السنة من يشرحه " التي تنضح بالجحود والكفران والتنكر لجهد دؤوب امتد ثنتين وثلاثين سنة كان ثمرته " فتح الباري بشرح صحيح البخاري " الذي هو " قاموس السنة " بحق، والذي أدى به الحافظ دينًا كان في عنق الأمة، فإذا بهذا الإنسان يجحد هذا الجميل، ويتنكر لهذا المعروف، فيلغيه بجرة قلم، فأين هو من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من لم يشكر الناس، لم يشكر الله "(٣)، وهل ثمَّ هجرة بعد " الفتح "؟!
(١) " عقيدة أبي حاتم " ص (١٣١). (٢) فتأمل رحمك الله هذا التقصير، وقارنه بدقة فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -أيده الله وزاده توفيقًا- في كتابه (الردود والتعقبات على ما وقع للإمام النووي في " شرح صحيح مسلم " من التأويل في الصفات وغيرها من المسائل المهمات) ص (١٠٥). (٣) رواه الإمام أحمد (٢/ ٢٥٨)، (٣/ ٣٢)، والترمذي، رقم (١٩٥٥)، وغيرهما عن أبي سعيد , وانظر: " الصحيحة " رقم (٤١٧).