أقِلنِي أقالك من لم يَزَلْ ... يَقيكَ ويصرفُ عنك الردى
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: " لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاحشًا ولا متفحشًا، ولا صخَّابًا في الأسواق، ولا يَجزيءُ بالسيئة، ولكن يعفو، ويصفح " (٢).
وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال. " لو أن رجلاً شتمني في أذني هذه، واعتذر إليَّ في أذني الأخرى؛ لقبلت عذره " (٣).
إني ندمت على ما كان من زللي ... وزلة المرء يمحوها تندمه
وروى الخلال عن الحسن قال: " أفضل أخلاق المؤمن العفو " (٤).
وقال الإمام أحمد بعد المحنة: (كل من ذكرني ففي حِل إلا مبتدعًا، وقد جعلت أبا إسحاق -يعني المعتصم- في حل، ورأيت الله يقول:{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}[النور: ٢٢]، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر بالعفو في قصة مِسْطح، قال أبو عبد الله: " وما ينفعك أن يعذِّب الله أخاك المسلم
(١) " فيض القدير " (٦/ ٧٩). (٢) رواه الترمذي رقم (٢٠١٧)، وقال: " حسن صحيح "، وفي الشمائل رقم (٢٩٨)، والطيالسي (٢٤٢٣)، وأحمد (٦/ ١٧٤، ٢٣٦، ٢٤٦)، وصححه الألباني في " مختصر الشمائل " ص (١٨٢). (٣) " الآداب الشرعية " لابن مفلح (١/ ٣٠٢). (٤) " السابق " (١/ ٧١).