وإنما نسب إلى الظلم لأنه يستر السارق وغيره من أهل الريبة (١) ، ... وقولهم:"كالأرقم إن يقتل ينقم, وإن يترك يلقم", يقول: إن قتلته كان له من ينقم له منك وإن تركته قتلك.
وقولهم في الانتصار من الظلم:"هذه بتلك والبادئ أظلم", ومنه:"من لم يذد عن حوضه يهدم", وهذا المثل لعله أخذ من قول الشاعر:
وَمَن لا يَذُد عَن حَوضِهِ بِسِلاحِهِ ... يُهَدَّم وَمَن لا يَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ (٢)
فقد أصاب الشاعر في صدر البيت وأخطأ في عجزه. وفي الذكر الحكيم:{ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ}(٣) .
وقولهم في الظلم ترجع عاقبته على صاحبه:"من حفر مغواة وقع فيها". والمغواة: البئر تحفر للذئاب ويجعل فيها جدي ليصيده فيصطاد (٤) . ومنه قولهم:"من حفر حفرة لأحيه وقع فيها".
وفي أمثال العامة:"من ظلم لا بد يظلم".
ويرى صالح بن عبد الله بن مغفل أن من ظلم سيبتلى بظالم فيقول:
وما منْ يَدٍ إلا يَدُ اللهِ فوقَها ... ولا ظالم إلا سيبلى بظالم
[دعوة المظلوم لا ترد]
دعاء المظلوم يستجيب له الله, فلا تظلم عباد الله حتى لا تعرض نفسك لدعاء المظلومين، فينتقم منك الجبار القوي القهار العظيم، ويرحم الله الإمام علي رضي الله عنه حيث يقول:
(١) - الميداني ج١ص٤٤٧. (٢) - هذا البيت ينسب لزهير بن أبي سلمى. (٣) - سورة الحج الآية (٦٠) . (٤) - العقد الفريد ج٣ص٨٧.