الذي لا ينقضي، ويا ذا النعم التي لا تحول ولا تزول صل على محمد وعلى آل محمد واغفر لنا وارحمنا) (١) .
[جحود النعمة والإعراض عن الشكر سبب في الهلاك]
إن جحود النعم وكفرانها سبب لزوالها وانتقالها, فمن كفر بالنعمة فقد عرض نفسه للهلكة والنقمة, وعرَّض النعمة للزوال, فمن أضاع الشكر فقد خاطر بالنعمة, وقد قال الإمام علي رضي الله عنه:"الشكر أمنة من الزوال, وجنة من الانتقال", وفي إخبار الأمم الماضية عظة واعتبار:{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}(٢) , وفي سورة سبأ النبأ اليقين, والعظة للمتقين, والتحذير من سلوك سبيل الجاحدين, قال تعالى:{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ* فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ* ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ}(٣) .
فالشكر من دعائم سعادة الأمم, والتنكر عنه لا يجلب غير الخراب والدمار والندم, فمن شكر وتفكر أفلح, ومن تكبر وأعرض هلك ولم ينجح.
(١) - من أدعية الإمام علي بن الحسين رضي الله عنه رواه البيهقي في شعب الإيمان برقم (٤٤١٢) . (٢) - سورة النحل الآية (١١٢) . (٣) - سورة سبأ الآيات (١٥-١٧) .