كان الأحنف بن قيس يجلس مع مصعب ابن الزبير على سريره, فجاء يوما ومصعب مادٌّ رجليه فلم يقبضهما, وقعد الأحنف فزحمه بعض الزحمة, فرأى ذلك في وجهه فقال: عجبا لابن ادم يتكبر وقد خرج من مجراء البول مرتين! (٢)
[الكبير والمتكبر في أسماء الله الحسنى]
الكبير هو الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة والجلال الذي هو اكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، واجل وأعلى، وقال أبو سليمان الخطابي: الكبير هو الموصوف بالجلال وكبر الشأن وصغر دون جلاله كل كبير (٣) ، وقد جاء في القرآن:{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}(٤) ، وقوله جل شأنه:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}(٥) ، وأما المتكبر فهو المتعالي عن صفات الخلق والمنزه عن السوء والنقص لعظمته وكبريائه، فهو الذي يتكبر على عتاة خلقه.
(١) - الجامع لأحكام القرآن ج٧ص٣٣٤ , والأبيات وردت في ديوان ابن الرومي. (٢) - دليل السائلين ص ٥٢٩ (٣) - الأسماء والصفات للبيهقي ص (٥٧) ، والجامع لأسماء الله الحسنى ص (٢٤٠) . (٤) - سورة الرعد (٩) . (٥) - سورة الحج الآية (٦٢) .