مرغوب, وفي الذكر الحكيم:{لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}(١) , وقد جاء في الحديث النبوي:(خذوا من الأعمال ما تطيقون)(٢) , وجاء في حديث آخر:(إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى)(٣) , فالراحة والاستجمام خير وسيلة لاستئناف العمل, فمن أعطى نفسه حظها من الراحة فقد أعطى حق البدن في الاستراحة, وفي الحديث النبوي:(إن لجسدك عليك حقاً)(٤) , فمن أخذ بهدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ظفر, وفي القرآن الحكيم:{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(٥) .
[بعث الهمم على العمل]
إن بعث الهمم على العمل الصالح وإتقانه طريق فلاح المؤمن ونجاحه, وهو دليلٌ على صدق إيمانه, وإنما يرث الإنسان الكرامة والسعادة والخلود في الجنة بالعمل الصالح, قال تعالى:{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(٦) , فالإنسان المؤمن إذا أدرك في نفسه الوهن وأنه قد أصيب بالملل والضجر والسأم بعث في نفسه الهمم بالاستعانة بالله الواحد الأحد
(١) - سورة البقرة الآية (٢٨٦) . (٢) - صحيح البخاري كتاب اللباس باب الجلوس على الحصير ونحوه حديث (٥٥٢٣) . (٣) - البيهقي في السنن الكبرى كتاب الصلاة ج٣ص٢٨ حديث (٤٧٤٣) , الطبعة الثالثة ١٤٢٧هـ. (٤) - صحيح البخاري كتاب الصوم باب حق الجسم في الصوم حديث (١٩٧٥) , وصحيح مسلم كتاب الثوم باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به حديث (١١٥٩) . (٥) - سورة التوبة الآية (١٠٥) . (٦) - سورة الزخرف الآية (٧٢) .