(أبو عيسى الترمذي) عن مطر بن عكامس (١)، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة» أو قال: «بها حاجة»(٢).
قال أبو عيسى: وفي الباب عن أبي عزة، وهذا حديث حسن غريب، ولا يعرف لمطر بن عكامس عن النبي ﷺ غير هذا الحديث.
وعن أبي عزة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض، جعل له إليها حاجة» أو قال: «بها حاجة»(٣). قال: هذا حديث حسن صحيح، وأبو عزة له صحبة، واسمه يسار بن عبيد.
وأنشدوا:
إذا ما حمام المرء كان ببلدة … دعته إليها حاجة فيطير
وروى الترمذي الحكيم أبو عبد الله في «نوادر الأصول»، عن أبي هريرة، قال: خرج علينا رسول الله ﷺ يطوف ببعض نواحي المدينة، وإذا بقبر يحفر، فأقبل حتى وقف عليه، فقال:«لمن هذا؟» قيل: لرجل من الحبشة، فقال:«لا إله إلا الله سيق من أرضه وسمائه حتى دفن في الأرض التي خلق منها»(٤). وعن ابن مسعود عن رسول الله ﷺ، أنه قال:«إذا كان أجل العبد بأرض أوثبته الحاجة إليها حتى إذا بلغ أقصى أثره قبضه الله، فتقول الأرض يوم القيامة: ربّ؛ هذا ما استودعتني» خرّجه ابن ماجه أيضا (٥).
[فصل]
قال علماؤنا رحمة الله عليهم: فائدة هذا الباب تنبيه العبد على التيقظ للموت
(١) وقع في «المطبوع»: عكاش، والصواب ما أثبتناه. (٢) أخرجه أحمد (٥/ ٢٢٧) والترمذي (٢١٤٦)، وصحّحه الألباني في «صحيح الجامع» رقم (٧٤٨). (٣) أخرجه الترمذي (٢١٤٧) بسند صحيح؛ انظر ما قبله. (٤) أخرجه الحاكم (١/ ٣٦٧) بإسناد حسن، من حديث أبي سعيد الخدري. (٥) أخرجه ابن ماجه (٤٢٦٣) وهو في «الصحيحة» (١٢٢٢).