وقال بعضهم:«الساهرة» اسم الأرض السابعة يأتي الله بها فيحاسب عليها الخلائق، وذلك حين تبدل الأرض غير الأرض.
وقال قتادة: هي جهنم؛ أي: فإذا هؤلاء الكفار في جهنم. وقيل: صحراء قريبة من شفير جهنم.
وقال الثوري:«الساهرة» أرض الشام. وقيل غير هذا. وإنما قيل لها «ساهرة» لأنهم لا ينامون عليها حينئذ. ومعنى ﴿فَإِذا هُمْ بِالسّاهِرَةِ﴾ [النازعات: ١٤] أي: على الأرض بعد ما كانوا في بطنها. والعرب تسمي الفلاة ووجه الأرض ساهرة، قال أمية بن أبي الصلت:
وفيها لحم ساهرة وبحر … وما فاهوا به لهم مقيم
***
[٧٨ - باب الحشر ومعناه الجمع]
وهو على أربعة أوجه: حشران في الدنيا، وحشران في الآخرة.
أما الذي في الدنيا فقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ﴾ [الحشر: ١٢]. قال الزهري: كانوا من سبط لم يصبهم جلاء، وكان الله ﷿ قد كتب عليهم الجلاء، فلولا ذلك لعذبهم في الدنيا، وكان أول حشر حشروا في الدنيا إلى الشام. قال ابن عباس: من شك أن الحشر في الشام؛ فليقرأ هذه الآية، وذلك أن النبي ﷺ قال لهم:«اخرجوا» قالوا: إلى أين؟ قال:«إلى أرض المحشر»(١). قال قتادة: هذا أول الحشر.
الثاني: ما رواه مسلم عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ، قال:
«يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين وراهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير،
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (٣٣٤٥/ ١٨٨٥٠/١٠) والبزار (١٥٤/ ٣٤٢٦/٤) والبيهقي في «البعث والنثور» كما في «استدراكات البعث» (٩٥). من طريق: سفيان، عن أبي سعد، عن عكرمة، عن ابن عباس به. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠/ ٣٤٣): «فيه أبو سعد البقال، والغالب فيه الضعف».