[٩٩ - باب ما جاء في شهادة أركان الكافر والمنافق عليهما ولقائهما الله ﷿]
قال الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [يس: ٦٥] وقال: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النور: ٢٤] وقال: ﴿وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا﴾ [فصلت: ٢١] الآية. وذكر أبو بكر بن أبي شيبة من حديث معاوية بن حيدة القرشي أن النبي ﷺ قال:«تجيئون يوم القيامة على أفواهكم الفدام وأول ما يتكلم من الإنسان فخذه وكفّه» وقد تقدم.
(مسلم) عن أنس بن مالك قال: «كنا عند رسول الله ﷺ فضحك فقال: هل تدرون لم أضحك؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: من مخاطبة العبد ربه، يقول: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلى، قال: فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني. قال: كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا، وبالكرام الكاتبين شهودا، قال: فيختم على فيه، فيقال لأركانه انطقي فتنطق بأعماله، قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام قال: فيقول بعدا لكنّ وسحقا فعنكن كنت أناضل»(١).
(الترمذي) عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله ﷺ: «يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقول: ألم أجعل لك سمعا وبصرا ومالا وولدا، وسخّرت لك الأنعام، والحرث وترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟ فيقول: لا. فيقول: اليوم أنساك كما نسيتني»(٢). قال: هذا حديث صحيح غريب، وأخرجه مسلم عن أبي هريرة بأطول من هذا وقد تقدم.
(البخاري) عن أنس بن مالك أن النبي ﷺ قال: «يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا كنت تفتدي به؟ فيقول: نعم. فيقال له: قد كنت سئلت ما هو أيسر من ذلك»(٣). وأخرجه مسلم وقال بدل «قد كنت»؛ «كذبت قد سئلت ما هو أيسر من ذلك».
[فصل]
قوله ﵇:«فأول ما يتكلم من الإنسان فخذه» يحتمل وجهين:
(١) أخرجه مسلم (٢٩٦٩). (٢) تقدم تخريجه. (٣) أخرجه البخاري (٣٣٣٤) ومسلم (٢٨٠٥).