قال الله تعالى: ﴿عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ [المدثر: ٣٠].
(ابن المبارك) قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن رجل من بني تميم قال: كنا عند أبي العوام فقرأ هذه الآية: ﴿وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ﴾ [المدثر: ٢٧] الآية ﴿عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ﴾ فقال: ما تسعة عشر؟ قال: تسعة عشر ألف ملك، قال: أو تسعة عشر ملكا قلت: لا، بل تسعة عشر ملكا، قال: وأنّى تعلم ذلك؟ فقلت لقول الله ﷿: ﴿وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [المدثر: ٣١] قال: صدقت هم تسعة عشر ملكا، بيد كل ملك منهم مرزبة، لها شعبتان، فيضرب الضربة فيهوي بها سبعين ألف خريف (١).
وخرّج الترمذي عن جابر بن عبد الله قال: قال ناس من اليهود لأناس من أصحاب النبي ﷺ، هل يعلم نبيكم عدة خزنة جهنم؟ قالوا: لا ندري حتى نسأله، فجاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا محمد، غلب أصحابك اليوم! فقال:
وبماذا غلبوا؟ قال: سألهم اليهود هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم؟ قال: فماذا قالوا؟ قال: قالوا: لا ندري حتى نسأل نبينا، لا يغلب قوم سألوا عما لا يعلمون فقالوا: لا نعلم حتى نسأل نبينا، لكنهم قد سألوا نبيهم فقالوا: أرنا الله جهرة، عليّ بأعداء الله إني سائلهم عن تربة الجنة، وهي الدرمك. فلما جاءوا قالوا: يا أبا القاسم كم عدد خزنة جهنم؟ قال: هكذا هكذا في مرة عشر وفي مرة تسعة، قالوا: نعم. قال لهم النبي ﷺ: ما تربة الجنة؟ قال: فسكتوا، ثم قال: خبزة يا أبا القاسم، فقال النبي ﷺ: الخبز من الدرمك. قال أبو عيسى:
هذا حديث إنما تعرفه من هذا الوجه من حديث خالد، عن الشعبي، عن جابر (٢).
***
(١) أخرجه نعيم بن حماد في زوائد «الزهد» (٣٤٠) بإسناد ضعيف. (٢) أخرجه أحمد (٣/ ٣٦١) والترمذي (٣٣٢٧) بإسناد ضعيف، وهو في «ضعيف الجامع» (٢٩٣٧).