١٩٣ - باب ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ﴾
(الترمذي) عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ﷺ في قوله تعالى: ﴿وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ﴾ [الواقعة: ٣٤] قال: «ارتفاعها لكما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام»(١). قال أبو عيسى: هذا حديث غريب؛ لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد.
وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الخبر: الفرش في الدرجات، وبين الدرجات كما بين السماء والأرض.
قلت: وقد قيل: إن الفرش كناية عن النساء اللواتي في الجنة، والمعنى:
نساء مرتفعات الأقدار في حسنهن وكمالهن، والعرب تسمي المرأة فراشا ولباسا وإزارا ونعجة، على الاستعارة، لأن الفرش محل النساء، وفي الحديث «الولد للفراش وللعاهر الحجر»(٢). وقال الله تعالى: ﴿هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: ١٨٧] الآية.
[١٩٤ - باب ما جاء في خيام الجنة وأسواقها وتعارف أهل الجنة في الدنيا وعبادتهم فيها]
(مسلم) عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله ﷺ قال: «في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا، في كل زاوية منها أهل للمؤمن ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن». وفي رواية، قال:«الخيمة درة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل للمؤمن ما يرون الآخرين»(٣).
وخرّج مسلم أيضا، عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال: «إن في الجنة لسوقا يأتونها كلّ جمعة فتهبّ ريح الشمال، فتحثو في وجوههم وثيابهم المسك فيزدادون