فلقد سألتك بالنبيّ محمد … الهاشميّ المدّثر المزمل (١)
امنن عليّ بتوبة تمحو بها … ما كان منّي في الزمان الأول
***
[٦٨ - باب يفنى العباد ويبقى الملك لله وحده]
(البخاري ومسلم) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول؛ أنا الملك أين ملوك الأرض؟»(٢).
وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «يطوي الله السماء يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى. ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرض بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟» انفرد به مسلم (٣).
وعن عبد الله بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي رسول الله ﷺ؟ قال:«يأخذ الله سماواته وأراضيه بيديه، فيقول: أنا الله، ويقبض أصابعه ويبسطها فيقول: أنا الملك» حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل، حتى إني أقول: أساقط هو برسول الله ﷺ(٤).
[فصل]
هذه الأحاديث تدل على أن الله سبحانه يفني جميع خلقه أجمع كما تقدم.
ثم يقول الله ﷿: ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾ [غافر: ١٦] فيجيب نفسه المقدسة بقوله: ﴿لِلّهِ الْواحِدِ الْقَهّارِ﴾ [غافر: ١٦].
وقيل: إن المنادي ينادي بعد حشر الخلق على أرض بيضاء مثل الفضة لم يعص الله عليها على ما يأتي: ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾؟ فيجيبه العباد ﴿لِلّهِ الْواحِدِ الْقَهّارِ﴾ رواه أبو وائل عن ابن مسعود. واختاره أبو جعفر النحاس، قال: والقول صحيح عن ابن مسعود، وليس هو مما يؤخذ بالقياس ولا بالتأويل.
(١) السؤال بالنبي ﵌ لم يرد به الشرع، وهذا الأمر محلّه التشريع، وقد تقدّم الكلام على هذه المسألة. (٢) أخرجه البخاري (٤٨١٢، ٦٥١٩، ٧٣٨٢، ٧٤١٣) ومسلم (٢٧٨٧). من حديث أبي هريرة ﵁. (٣) في «صحيحه» برقم (٢٧٨٨). (٤) المصدر السابق.