ذلك عند النبي ﷺ، فلم ينكره النبي ﷺ. وأخرجه أبو داود في «سننه»(١).
وعن نافع قال: كان ابن عمر يقول: والله ما أشك أن المسيح الدجال ابن صياد (٢). أخرجه أبو داود أيضا وإسناده صحيح.
(مسلم) عن أبي سعيد الخدري قال: خرجنا حجاجا أو عمارا ومعنا ابن صياد قال: فنزلنا منزلا فتفرق الناس وبقيت أنا وهو فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه، قال: وجاء بمتاعه فوضعه على متاعي فقلت: إن الحر شديد فلو وضعته تحت تلك الشجرة، قال: ففعل، فرفعت لنا غنم فانطلق بعس، فقال: اشرب أبا سعيد فقلت: إن الحر شديد واللبن حار ما بي إلا أني أكره أن أشرب عن يده، أو قال: آخذه عن يده، فقال: أبا سعيد من خفي عليه حديث رسول الله ﷺ ما خفي عليكم معشر الأنصار، ألست من أعلم أصحاب رسول الله ﷺ! أليس قد قال رسول الله ﷺ: هو كافر وأنا مسلم! أوليس قد قال رسول الله ﷺ: هو عقيم لا يولد له وقد تركت ولدي بالمدينة! أوليس قد قال رسول الله ﷺ: لا يدخل المدينة ولا مكة، فقد أقبلت من المدينة وأنا ذاهب إلى مكة! وفي رواية: وقد حججت. قال أبو سعيد: حتى كدت أنى أعذره، ثم قال: أما والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن. قال: قلت له: تبّا لك سائر اليوم، وفي رواية: قال أبو سعيد: وقيل له أيسرك أنك ذاك الرجل أي الدجال؟ قال: فقال: لو عرض عليّ ما كرهت (٣).
وعن ابن عمر قال: لقيت ابن صياد مرتين. فقلت لبعضهم: هل تحدثون أنه هو؟ قال: لا والله. قال: قلت: كذبتني والله، لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالا وولدا، فكذلك هو زعموا اليوم، قال: فتحدثنا ثم فارقته، قال: فلقيته لقية أخرى وقد نفرت عينه قال: فقلت متى فعلت عينك ما أرى، قال:
لا أدري. قال: قلت: لا تدري وهي في رأسك! قال: إن شاء الله خلقها في عصاك هذه، قال فنخر كأشد نخير حمار سمعت، قال: فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت، وأما أنا فو الله ما شعرت. قال: وجاء حتى دخل على أم المؤمنين فحدثها، فقالت: ما تريد إليه، ألم تعلم أنه قد قال: إن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه؟ (٤)
(١) برقم (٤٣٣١) وأخرجه البخاري (٧٣٥٥) ومسلم (٢٩٢٩). (٢) أخرجه أبو داود (٤٣٣٠). (٣) أخرجه مسلم (٢٩٢٧). (٤) أخرجه مسلم (٢٩٣٢).