وقولُه:(وإيتاؤها الفقراءَ مُتعيِّنٌ): أَي: واجبٌ وجوبًا عينيًّا، فلا يجوزُ صرفُ الزكاةِ في الأغنياء؛ بل في الفقراء، كما قال صلى الله عليه وسلم:((تؤخذُ من أَغنيائهم فتُردُّ في فقرائهم)) (١).
وقولُه:(بالياء وبالنون … ) إلى آخره: يُشير إلى القراءتين في {يُكَفِّرُ}، وهي: بالياء مسندًا إلى الله بضميرِ الإفرادِ، وقُرئَ بالنون مسندًا إلى الله بضمير الجمعِ.
وقولُه:(مجزومًا): يُشيرُ إلى القراءتين في فعل {يُكَفِّرْ}؛ إحداهما: بجزم الفعلِ، والفعلُ معطوفٌ على محلِّ جوابِ الشرط {فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمْ}؛ لأَنَّ الجملَة في محلِّ جزم جوابِ الشرط. والثانية: برفعِ الفعلِ، وتكونُ جملةُ {وَيُكَفِّرُ} مستأنفةً (٢).
(١) أخرجه البخاري (١٣٩٥) ومسلم (١٩)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. (٢) قرأ أبو جعفر ونافع وحمزة والكسائي وخلف: {وَنُكَفِّرْ} بالنون والجزم، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم برواية أبي بكر ويعقوب: {وَنُكَفِّرُ} بالنون والرفع. وقرأ ابن عامر وعاصم برواية حفص {وَيُكَفِّرُ} بالياء والرفع. ينظر: «السبعة» لابن مجاهد (ص ١٩١)، و «النشر في القراءات العشر» (٢/ ٢٣٦). (٣) تقدم في (ص ٦٢١).