وقولُه:(إبطالًا): هذا مصدرٌ مُبيِّنٌ للنوعِ، قَدَّرهُ المؤلِّفُ ليكون هو المشبّه، والكافُ صفةٌ له؛ فالمعنى: لَا تُبْطِلُوا صدقاتكم إبطالًا مثلَ إبطالِ نفقةِ الذي يُنفقُ مالَه رِئاءَ النَّاسِ. وقولُه:(مرائيًا لهم): جعلَ المصدرَ في موضع الحال، ويُحتمَلُ أنه مفعولٌ لأجله (١).
وقولُه:(وهو المنافقُ): لأَنَّ هذا الوصفَ لا ينطبقُ إلا على المنافقِ دونَ مَنْ يُرائي وهو من المؤمنين.
وقولُه:(حجر أَملس): هذا بيانٌ لمعنى: الصَّفوان.
وقولُه:(مطرٌ شديدٌ): بيانٌ لمعنى الوابلِ، ومعنى شديد؛ أي: شديدُ الوَقْعِ على الأرض وغزيرٌ يجري في الأرض الصَّلبةِ.
وقولُه:(صَلبًا … ) إلى آخره: تفسيرٌ للصَّلد بثلاثةِ أمورٍ؛ بالصَّلابةِ، والمُلوسةِ، وخُلُوِّه عمَّا يُغطِّيه من نباتٍ أو ترابٍ (٢).
وقولُه:(استئنافٌ): إِمَّا أنَّ الجملةَ مُستَأنفةٌ فهو ظاهرٌ، وأما قولُه:(لبيان مثل المنافقِ المنفق رياءً) فليس بظاهرٍ؛ فإن مَثل المنافقِ قد تقدَّمَ قبل الجملةِ المستَأنَفةِ، ولو قال: لبيانِ عاقبةِ المنافقِ الذي ينفقُ رياءً لكانَ أَسَدَّ وأنسبَ.
وقولُه:(وجُمِعَ الضميرُ … ) إلى آخره: يريد: الواو في قوله: {لَا يَقْدِرُونَ}. وقولُه:(باعتبارِ معنى: «الذي»): يريد: الموصولَ في قوله: {كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ}؛ فإنَّ لفظَهُ مفردٌ ومعناهُ جمعٌ؛ لأنَّ المرادَ به الجنس، وهذا معنى قوله:(باعتبار معنى: «الذي»).
وقولُه:(عملوا … ) إلى آخره: بيانٌ لوجهِ الشبه بين عملِ المُنْفِق رياءً والصفوانِ، وكلامُ المؤلِّف واضحٌ.
* * *
(١) ينظر: «التبيان في إعراب القرآن» (١/ ٢١٤)، و «البحر المحيط» (٢/ ٦٦٣). (٢) ينظر: «لسان العرب» (٣/ ٢٥٧).