{الشَّيْطَانِ} أي: تزيينه {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} بيِّنُ العداوة {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ} الإثم {وَالْفَحْشَاءِ} القبيح شرعًا {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} من تحريم ما لم يحرمْ، وغيره.
وقولُ المؤلِّف:(ونزلَ … ) إلى آخره: إشارةٌ إلى سببِ نزول هذه الآيات (١).
وقولُه:(صفة مؤكدة أو مُستلَذًّا): فسَّرَ الطَّيّبَ بالحلالِ أو المُستلذِّ، والراجحُ هو الثاني (٢)؛ لأنه يتضمَّنُ زيادةَ معنى.
وقولُه:(أي: تزيينه): هذا تفسيرٌ لخطوات الشيطان؛ فخطواتُ الشيطانِ: كلُّ ما يُزيِّنُه للإنسان من أنواع المعاصي.
وقولُه:(بيِّن العداوة): فسَّرَ المبين بالبيِّن فهو مِنْ «أبان»؛ بمعنى:«بانَ»؛ لا مِنْ «أبانَ الشيء»؛ أي:«بيَّنه»، وهذا التفسير هو المناسب للسِّياق.
وقولُه:(الإثم): فسَّرَ السوءَ بالإثم، وهذا يعمُّ الذنوب كلَّها.
وقولُه:(القبيح شرعًا): هذا تفسيرٌ للفحشاء ولا يتضحُ به الفرقُ بين السوء والفحشاء، فإنَّ كلَّ إثمٍ قبيحٌ شرعًا.
وقولُه:(من تحريم ما لم يحرم): يُبيِّنُ أنَّ تحريمَ ما لم يُحرِّمْهُ اللهُ كفعل المشركين هو مِنْ القول على الله بغير علمٍ.
* * *
(١) قال الكلبي عن أبي صالح: نزلت في ثقيف وخزاعة وعامر بن صعصعة حرموا على أنفسهم من الحرث والأنعام، وحرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي. ينظر: «أسباب النزول» (ص ٤٨)، و «العجاب» (١/ ٤١٦). (٢) وهو قول الشافعي. ينظر: «تفسير الطبري» (٣/ ٣٧)، و «المحرر الوجيز» (١/ ٤٠٦)، و «تفسير الرازي» (٥/ ١٨٥)، و «تفسير القرطبي» (٢/ ٢٠٧)، و «البحر المحيط» (٢/ ١٠٠).