وقولُه:(وهو محلُّ الاستفهام الإنكاري): يريد أنَّ مُتعلّق الاستفهام في قوله: {أَوَكُلَّمَا} هو قوله: {نَبَذَهُ فَرِيقٌ}، فالمنكر هو نبذهم للعهد بنقضِه وتركِ الوفاء به.
وقولُه:(للانتقال): يريد أنَّ «بل» تُفيد الانتقال من وصف فريقٍ منهم بنبذ العهد إلى وصفِ أكثرهم بعدم الإيمان.
وقولُه:(ما فيها … ) إلى آخره: بيانٌ لِمُتعلق العلم المنفي عنهم؛ فالتقدير: كأنَّ الذين نبذوا الكتابَ وراء ظهورهم - وهو التوراة - لا يعلمون ما فيها من الخبر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، أو كأنهم لا يعلمون أنَّ التوراةَ حقٌّ، وهم يعلمون ولكنهم معاندون (١).
وقولُه:(عطف على «نبذ»): يريد أنَّ فعل {اتبعوا} - وهو مُسندٌ إلى واو الجماعة - معطوفٌ على فعل «نبذ» - المسند إلى فريق -، فأفاد العطفُ بالواو أنهم جمعوا بين نبذِ الكتاب واتباعِ ما تتلوا الشياطين، فتركوا الحقَّ وأخذوا الباطل.
وقولُه:(أي: تلت): يُبيِّن بهذا أنَّ الفعلَ المضارع «تتلوا» حكايةُ حالٍ ماضية، وهذا محتملٌ، ويُحتملُ أنه خبرٌ عن الحال الحاضرة؛ لأنَّ الشياطين يتلون علمَ السحر في الماضي والحاضر والمستقبل (٢).
وقولُه:(عهد): يُبيِّن بذلك معنى {عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} وهو أنَّ المراد: {عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} أي: في زمن سليمان عليه السلام.
وقولُه:(من السحر … ) إلى آخره: بيانٌ لِمَا تتلوا الشياطين.
(١) ينظر: «تفسير الطبري» (٢/ ٣١٢ - ٣١٣)، و «معاني القرآن» للزجاج (١/ ١٨٢)، و «الكشاف» (١/ ٣٠٢). (٢) ينظر: «درج الدرر» (١/ ٢٥١)، و «المحرر الوجيز» (١/ ٢٩٨)، و «البحر المحيط» (١/ ٥٢٢).