يبصرَ بعضكم بعضًا فيرحمه حتى قتل منكم نحو سبعين ألفًا {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} قَبِلَ توبتَكم {إِنَّهُ هُوَ التَّوَابُ الرَّحِيمُ}.
وقولُ المؤلِّف:(إلهًا): تقديرٌ للمفعول الثاني للمصدر المضاف إلى فاعله، وهو:«اتخاذكم»، والمفعولُ الأول: العجلُ؛ لأنَّ «اتخذ» ينصبُ مفعولين.
وقولُه:(وأرسل عليكم سحابةً سوداء … ) إلى آخره (١): هذا من أخبار أهلِ الكتاب التي لا تُصدَّقُ ولا تُكذَّبُ، لكنْ أصلُ القصة ثابتُ في القرآن، كما في هذه الآية.
وقولُه:(قبل توبتكم): التوبةُ من الله تأتي لمعنيين (٢):
أحدهما: توفيقُ العبدِ للتوبة، وهذه قد تُقيَّدُ بالمشيئة؛ كقوله تعالى:{ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ}.
والثاني: قبولها؛ ولهذا قال المؤلِّف:({فَتَابَ عَلَيْكُمْ} قَبِلَ توبتَكم).
وجملة:{إِنَّهُ هُوَ التَّوَابُ الرَّحِيمُ}: مستأنفة للتعليل، ولا محل لها من الأعراب.
* * *
(١) تنظر تلك الروايات في: «تفسير الطبري» (١/ ٦٧٩ - ٦٨٥)، و «تفسير ابن أبي حاتم» (١/ ١١٠). (٢) ينظر: «اشتقاق أسماء الله» للزجاجي (ص ٦٢)، و «مدارج السالكين» (١/ ٤٨١).