هكذا ذكر مؤلفين لتاريخ بلنسية أحدهما لمحمد بن خلف الصدفي والآخر لابن علقمة، وهو تخليط من المؤلف، فإن محمد بن خلف الصدفي هو ابن علقمة، ومثل هذا كثير عند هذا المؤلف، قال ابن الأبار في التكلمة ٢/ ٨٥ (١١٨٣): "محمد بن الخلف بن الحسن بن إسماعيل الصدفي، يُعرف بابن علقمة، ويكنى أبا عبد الله من أهل بلنسية وصاحب تاريخها … وتوفي يوم الأحد الخامس والعشرين لشوال سنة تسع وخمس مئة، ومولده سنة ثمان وعشرين وأربع مئة، أخبرني بذلك أبو عبد الله بن أبي العافية البلنسي في تاريخه، ونقلته من خطه".
وقال ابن عبد الملك في الذيل والتكملة ٤/ ٢٠٠ (٥٠٩): "محمد بن الخلف بن الحسن بن إسماعيل الصدفي، بلنسي، أبو عبد الله، ابن علقمة … وكان ينتحل الكتابة وقرض الشعر، على تقصيره فيهما، وله تاريخ في تغلب الروم على بلنسية قبل خمس مئة سماه بـ "البيان الواضح في الملم الفادح" ليس بذاك، وله تآليف غيره"، وله ترجمة في وفيات سنة ٥٠٩ من تاريخ الإسلام ١١/ ١٢٥.
• ٢/ ٢٤٤ (٢٩٥٤)
قال:"تاريخ حران: لعز الملك محمد بن مختار المُسَبِّحي الحراني المتوفى سنة ست وعشرين وأربع مئة، وهو تاريخ كبير ذكره ابن خلكان".
هكذا بخطه، وفيه مآخذات، فهكذا سماه، وهو الأمير المختار عز الملك محمد بن أبي القاسم عبيد الله بن أحمد المعروف بالمُسَبِّحي الكاتب.
والمحفوظ في وفاته سنة ٤٢٠ هـ، إذ توفي في شهر ربيع الآخر منها، وليس ٤٢٦ هـ.
والثالث أن هذا الرجل لم يكتب تاريخًا لحران، وتاريخه المشهور عن مصر الذي قال فيه: "أخبار مصر ومن حلها من الولاة والأمراء والأئمة والخلفاء، وما بها من العجائب والأبنية واختلاف أصناف الأطعمة، وذكر نيلها، وأحوال من حل بها إلى الوقت الذي كتبنا فيه تعليق هذه الترجمة، وأشعار الشعراء وأخبار المغنين ومجالس القضاء والحكام والمعدلين والأدباء والمتغزلين وغيرهم، وهو