ثم قال: والذيل على ذيل المارستاني، لتاج الدين علي بن أنجب ابن الساعي البغدادي المتوفَّى سنة أربع وسبعين وست مئة".
أقول: لا ندري من أين جاء المؤلف بهذه المعلومة، فإن أحدًا لم يذكر أن ابن أنجب أو غيره ذيل على كتاب ابن المارستاني. وذكر السخاوي في "الإعلان بالتوبيخ" عند كلامه على تواريخ بغداد، ص ٦٢٢ أن ابن الساعي ذيل على تاريخ ابن النجار، وقال: يقال إنه في نحو ثلاثين مجلدا". مما يدل على أنه لم يقف عليه، وهذه كلها أوهام لا أصل لها، والمعروف أن لابن الساعي تاريخ كبير هو التاريخ الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السير" ذكر الذهبي أنه "ما زال يجمع فيه إلى أن مات" (تاريخ الإسلام ١٥/ ٢٧٩)، وذكر الإسنوي أنه في ستة وعشرين مجلدًا (١/ ٣٤٧)، وكان أكثره عند ابن كثير (البداية /٢٠١٣) وهو الذي نشر المجلد التاسع منه شيخنا العلامة مصطفى جواد.
أما الذيل فهو على كتاب "الكامل في التاريخ" لابن الأثير، ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام (١٥/ ٢٧٩) ونقل منه في ترجمة ابن النجار (تاريخ الإسلام ١٤/ ٤٨٠).
وقد ذكر ابن الساعي نفسه - فيما نقل عنه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٤/ ٤٨٠ - ذيل ابن النجار فقال: "كتاب ذيل تاريخ بغداد، وهذا بيضه في ستة عشر مجلدا، وقرأته عليه كلّه"، فلو كان ذيل عليه كما زعم السخاوي لأشار إليه ونوه بذكره، فضلا عن أنَّ أحدًا من المؤرخين الذين جاءوا بعده لم ينقلوا حرفًا واحدًا من الذيل المزعوم على تاريخ ابن المارستاني أو الذيل على تاريخ ابن النجار.
• ٢/ ١٣٥ (٢٩١٣)
ثم ذكر المؤلف مختصر تاريخ الخطيب لأبي اليمن مسعود بن محمد البخاري وذكر أنه توفِّي سنة ٤٦١ هـ، فأخطأ في تاريخ وفاته، والصواب أنه توفِّي سنة ٤٩١ هـ كما ذكر القرشي في الجواهر المضية ٢/ ١٧٠ وقد ذكره وذكر شيئًا من سيرته وسيرة أبيه محمد في ترجمة الأب، حيث ذكر أنَّ الأب سافر إلى الشام