حديث أبي مسعود عقبة بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أتاني جبريل" -عليه السلام- لدلوك الشمس حين زالت، فصلى بي الظهر" (١).
وقال أبو برزة -رضي الله عنه-: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الظهر إذا زالت الشمس، ثم تلا:{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ}(٢).
وقال جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: دعوت النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن شاء من أصحابه فطعموا عندي ثم خرجوا حين زالت الشمس، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "اخرج يا أبا بكر هذا حين (٣) دلكت الشمس".
وعلى هذا التأويل تكون الآية جامعة لمواقيت الصلوات (٤) كلها، فدلوك الشمس يتناول (٥) صلاة الظهر والعصر و {غَسَقِ اللَّيْلِ} يتناول (٦) صلاتي العشاء. وتصديق هذا التفسير أن جبريل -عليه السلام- حين علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مواقيت الصلاة إنما بدأ وصلاة الظهر.
(١) روى الطبري هذا الحديث عن أبي مسعود -رضي الله عنه- هكذا في "جامع البيان" ١٥/ ١٣٧. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٣٥٤ بقوله: وأخرج الطبري عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أتاني جبريل .. " الحديث، وهذا سبق قلم؛ لأن الطبري أخرجه عن أبي مسعود الأنصاري -رضي الله عنه-، لا عن ابن مسعود -رضي الله عنه-. (٢) حديث أبي برزة -رضي الله عنه- أيضًا أخرجه الطبري هكذا مرفوعًا في "جامع البيان" ١٥/ ١٣٧. (٣) عند الطبري: أخرج يا أبا بكر قد دلكت الشمس. المرجع نفسه. وهذِه الأحاديث المرفوعة الصريحة كافية في تفسير الآية، وتغنينا عن الأرجاز المعقدة، والأقوال الكثيرة. (٤) في (ز): الصلاة. (٥) من (م). (٦) من (م).