قال الهروي: المكان الخالي، ومنه يقال: خوى الرجل: إذا خلا جوفه (١).
وقال الشافعي في الأم:«أحب للساجد أن يكون مُتَخَوِّيًا، والتخوية: أن يرفع صدره عن فخذيه، وأن يجافي مرفقيه وذراعيه عن جنبيه، حتى إذا لم يكن عليه ما يستر تحت منكبيه رأيت عفرة إبطيه .... »(٢).
وقال في اللباب في علوم الكتاب: «( ... إذا سجد خوَّى) أي خلا عن عضده وجنبيه، وبطنه وفخذيه» (٣).
الدليل الثاني
(ح-١٨٦٧) ما رواه أحمد، قال: حدثنا أبو كامل، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق،
عن البراء بن عازب أنه وصف السجود، قال: فبسط كفيه، ورفع عجيزته، وخَوَّى، وقال: هكذا سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - (٤).
[اختلف على شريك في ذكر كلمة (خَوَّى)، والأكثر على عدم ذكرها] (٥).
(١). انظر الغريبين في القرآن والحديث للهروي (٢/ ٦٠٧)، وانظر: تفسير القرطبي (٣/ ٢٩٠). (٢). الأم (١/ ١٣٧، ١٣٨). (٣). اللباب في علوم الكتاب (٤/ ٣٥٠). (٤). مسند أحمد (٤/ ٣٠٣). (٥). رواه أبو كامل كما في مسند أحمد (٤/ ٣٠٣)، عن شريك، وذكر كلمة (وخوى). وتابعه على ذكر كلمة (خوى) كل من:
سعيد بن سليمان (سعدويه ثقة) كما في السنن الكبرى للبيهقي (٢/ ١٦٦)، وعبد الحميد الحماني في شرح معاني الآثار (١/ ٢٣١)، والحماني في التقريب: صدوق يخطئ، ورمي بالإرجاء. ورواه أسود بن عامر كما في مصنف ابن أبي شيبة (٢٦٥٠) عن شريك به، فقال: (فاعتمد على كفيه، ورفع عجيزته فقال: هكذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسجد). وبنحو هذا اللفظ رواه كل من: الربيع بن نافع كما في سنن أبي داود (٨٩٦)، والسنن الكبرى للبيهقي (٢/ ١٦٦). وعلي بن حجر المروزي كما في المجتبى من سنن النسائي (١١٠٤)، وفي الكبرى (٦٩٥)، وصحيح ابن خزيمة (٦٤٦). =