١ - قوله:"شجا": من الشجو وهو الهم والحزن، و"العوادي" بالعين المهملة: عوائق الدهر.
٢ - قوله:"أغاضر" منادى مرخم يعني: يَا غاضرة، قوله:"بنتم": من البين؛ وهو الفارقة، قوله:"جنوء" من جنأ على كذا -بالجيم والنون والهمز يجنأ بالفتح فيهما جنوأً إذا أكب، ومنه الحديث (١): "فرأيت الرَّجل يجنأ على المرأة يقيها الحجارة".
٣ - قوله:"أويت": جواب لو شهدت؛ أي: رثيت ورفقت، قوله:"لم تشكميه" أي: لم تجازيه؛ من الشكم -بضم الشين المعجمة وهو الجزاء، فإذا كان العطاء ابتداء فهو الشكد بالدال تَقُول منه: شكمته؛ أي: جزيته، والشكم -بفتح الشين مصدر وكذلك الشكد بالفتح، قوله:"نوافذه": ما نفذ إلى قلبه، قوله:"تحل منها" بالحاء المهملة؛ أي: أصب منها، يقال: ما حليت منه بشيء، ومنه حلوان الزاقي، وفي شرح الكافية تخل- بالخاء المعجمة، وعنها بدل منها ولا معنى لها ها هنا (٢).
٥ - قوله:"موشك": اسم فاعل من أوشك، وأصله من الوشك وهو السرعة، يقال: عجبت من وشك ذلك الأمر؛ أي: سُرْعَتَه، ويقال: وشكان ذَا خُرُوجًا؛ أي: عجلان، ووشك المين؛ أي: سُرْعَة الفراق، قوله:"وتعدو دون غاضرة العوادي" أي: تصرف عنها الصوارف، وقد ذكرنا أن العوادي عوائق الدهر وموانعه.
الإعراب:
قوله:"فإنك" الكاف اسم إن و"موشك": خبره، و"أن لا تراها": خبر موشك، قوله:"وتعدو": فعل مضارع، و"العوادي": فاعله، و"دون": نصب على الظرف أضيف إلى غاضرة، والجملة في محل النصب على الحال.
الاستشهاد فيه:
قوله:"فإنك موشك" حيث استعمل اسم الفاعل من أوشك وهو نادر قليل (٣).
(١) أخرجه البُخَارِيّ في صحيحه (فتح الباري) كتاب الحدود، باب الرجم في البلاط (١٢/ ١٥٣)، عن ابن عمر بلفظه: "فرأيت اليهودي يجنأ مليها"، وأخرجه أَيضًا في كتاب الخدور، باب أحكام أهل الذمة وإحصانهم إذا زنوا ورفعوا إلى الإمام (١٢/ ٢٠٣)، عن ابن عمر بلفظ: "فرأيت الرَّجل يحني على المرأة يقيها الحجارة". (٢) انظر شرح الكافية الشافية لابن مالك (٤٦٠)، (الأصل والهامش) تحقيق: عبد المنعم هريدي، والأمر كما هنا. (٣) ينظر الشاهد رقم (٢٥٤).