٢ - وعن علي - رضي الله عنه - قال: «إنكم تقرؤون هذه الآية: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ}(١) وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بالدين قبل الوصية» (٢).
وقضاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالدين قبل الوصية يدل على أن الترتيب الذي فهمه بعض الناس من الآية غير مراد.
٣ - وعن مسروق أن عائشة - رضي الله عنها - قالت له: «يا أبا عائشة من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله، والله يقول:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ}(٣)، {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}(٤) قال: وكنت متكئاً فجلست، وقلت: يا أم المؤمنين انتظري ولا تعجليني ألم يقل الله: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}(٥)، {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ}(٦)؟ ، فقالت: أنا أول هذه الأمة سألتُ
(١) سورة النساء من الآية (١١). (٢) سنن الترمذي، أبواب الفرائض، باب ما جاء في ميراث الإخوة (٦/ ٢٧٦)، وسنن ابن ماجه، كتاب الوصايا، باب الدين قبل الوصية (٢/ ٩٠٦)، ومصنف عبد الرزاق (١٠/ ٢٤٩)، ومصنف ابن أبي شيبة (١٠/ ١٦٠، ١١/ ٤٠٢)، ومسند أحمد (١/ ١٣١)، وجامع البيان (٦/ ٤٦٩)، وتفسير ابن أبي حاتم (٣/ ٨٨٣)، والسنن الكبرى للبيهقي (٦/ ٢٣٢، ٢٣٩)، وقد حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (٢/ ٢١٢). (٣) سورة الأنعام من الآية (١٠٣). (٤) سورة الشورى من الآية (٥١). (٥) سورة النجم آية (١٣). (٦) سورة التكوير الآية (٢٣).