* وأما المعنى الاصطلاحي للتفسير فهو مأخوذ من المعنى اللغوي من جهة كونه بياناً وكشفاً لمراد الله تعالى من كلامه , وعلى هذا تدور تعريفات العلماء للتفسير، لكن يزيد بعضهم قيوداً وأوصافاً قد تخدم التفسير، ولها أثر - ولو يسير- في بيان القرآن , فيذكر مثلاً في التعريف: أسباب النزول , والناسخ والمنسوخ، والعام والخاص , والمطلق والمقيد، ونحو ذلك:
كقول الزركشي:«هو علم نزول الآية وسورتها، وأقاصيصها والإشارات النازلة فيها , ثم ترتيب مكيها ومدنيها , ومحكمها ومتشابهها , وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومجملها ومفسرها»(٢).
وقد يذكر بعض العلماء ما ليس له أثر في بيان القرآن كقول أبي حيان (٣): «التفسير: علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها وأحكامها
(١) انظر: تهذيب اللغة (١٢/ ٤٠٠ - ٤٠٢)، والصحاح (٢/ ٦٨٦)، ومعجم مقاييس اللغة (ص ٤٦٢) مادة "سفر". (٢) البرهان (٢/ ٢٨٤). (٣) هو محمد بن يوسف بن علي الأندلسي الغرناطي، ولد بغرناطة سنة (٦٥٤)، برع في العربية والقراءات والتفسير، صنف البحر والنهر، وهما في التفسير، وله التذييل والتكميل، توفي بالقاهرة سنة (٧٤٥). انظر: الدرر الكامنة (٥/ ٧٠)، وبغية الوعاة (١/ ٢٨٠)، وطبقات المفسرين للداودي (٢/ ٢٨٧).